
في كلمات قليلة
تعتزم فرنسا السماح للأطباء العامين بوصف أدوية السمنة الشهيرة ويغوفي ومونجارو، والتي كانت مقتصرة على الأخصائيين. هذه الخطوة تأتي ضمن خطة حكومية جديدة لمواجهة السمنة، مع دعوات للحذر من سوء الاستخدام.
تدرس الحكومة الفرنسية خطة لتوسيع نطاق صلاحيات الأطباء العامين للسماح لهم بوصف اثنين من أدوية التخسيس الفعالة، وهما دواء "ويغوفي" (Wegovy) ودواء "مونجارو" (Mounjaro)، في خطوة تهدف لمكافحة انتشار السمنة.
حالياً، يتم وصف هذين الدواءين، المتاحين في الصيدليات الفرنسية منذ أواخر العام الماضي، فقط من قبل الأطباء المتخصصين في الغدد الصماء والسكري والتغذية. لكن السلطات الصحية تسعى لجعل الوصول إليهما أسهل للمرضى الذين يعانون من السمنة.
أعلن وزير الصحة الفرنسي، يانيك نويدر، يوم الاثنين الماضي، أن السماح للأطباء العامين بوصف هذه الأدوية قد يتم «قبل الصيف». جاء هذا الإعلان خلال افتتاح توسعة مصنع شركة Novo Nordisk الدنماركية في شارتر، والذي ينتج دواء ويغوفي. أما دواء مونجارو فهو من إنتاج شركة Eli Lilly الأمريكية التي لديها مصنع في الألزاس.
هذا المشروع هو جزء من «خطة السمنة» الجديدة التي أعلن عنها الوزير، والتي من المتوقع أن تُنشر في سبتمبر. تهدف الخطة إلى التعامل مع السمنة كمرض مزمن عبر قطاعات متعددة تشمل التعليم والصحة والرياضة والعلاج الدوائي. وأشار الوزير إلى أن السمنة تعد سبباً رئيسياً لأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تسبب 140 ألف وفاة سنوياً في فرنسا. ووفقاً لدراسة أجريت في عام 2020، كان حوالي 50% من البالغين الفرنسيين يعانون من زيادة الوزن، منهم 17% يعانون من السمنة. للمقارنة، تصل نسبة زيادة الوزن إلى 70% بين السكان البالغين في الولايات المتحدة.
يُعرف دواء ويغوفي ودواء مونجارو بتأثيراتهما الملحوظة في فقدان الوزن. وتشير الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA) إلى أن هذه الأدوية تساعد على فقدان ما يعادل 15% من وزن الجسم في المتوسط على مدى 68 أسبوعاً. يتم تناول العلاج على شكل حقنة أسبوعية وتكلف حوالي 300 يورو شهرياً، علماً بأنها غير مغطاة بنظام التأمين الصحي الحكومي في فرنسا.
يعتبر الأطباء العامون الذين استطلعت آراؤهم في فرنسا أن اقتراح الحكومة بالسماح لهم بوصف ويغوفي ومونجارو هو «خبر سار»، لكنه يتطلب قدراً كبيراً من الحذر. يؤكد الأطباء أن هذه الأدوية «ليست مثل الباراسيتامول»، ولا يجب تناولها بشكل عشوائي. فهي موجهة خصيصاً للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة ومثبتة طبياً، حيث يتجاوز مؤشر كتلة الجسم (BMI) 35 أو يساويه، وليست للأفراد الذين يرغبون في فقدان بضعة كيلوغرامات لأغراض تجميلية.
يخشى المهنيون الصحيون من «سوء استخدام» هذه الأدوية، بالرغم من تكلفتها العالية. وقد لوحظ سابقاً سوء استخدام لأدوية مشابهة، مثل دواء أوزمبيك (Ozempic) الذي يُوصف لمرضى السكري ولكنه يؤدي أيضاً إلى فقدان كبير في الوزن واكتسب شعبية كـ دواء للتخسيس، مما تسبب في نقص في المخزون ببعض البلدان. في فرنسا، كانت حوالي 30% من وصفات أوزمبيك تُكتب خارج دواعي الاستخدام المحددة.
يُؤكد الأطباء أن ويغوفي ومونجارو يُعالجان السمنة فقط، وليس السكري. يعتبر توسيع نطاق وصف هذه الأدوية أمراً جيداً لمكافحة السمنة كعامل خطر لأمراض عديدة، لكنهم يشددون على ضرورة وصفها «بشكل معقول».
يُحذر الأطباء من أهمية «الرعاية الشاملة» عند التعامل مع السمنة، والتي يجب أن تشمل مرافقة المريض من قبل طبيبه الذي يصف الدواء، بالإضافة إلى اختصاصي تغذية لمراقبة النظام الغذائي، وممارسة النشاط البدني. لتجنب أي تجاوزات في الوصفات الطبية، يقترح المهنيون وضع «تدريب متخصص للمهنيين» وتطبيق «عقوبات» في حال عدم الالتزام بالقواعد، «مثل قوانين المرور».