
في كلمات قليلة
وقّعت الحكومة الفرنسية عقداً مهماً مع خبراء القطاع النووي لتنفيذ برنامج طموح يهدف إلى بناء ستة مفاعلات نووية جديدة مع خيار لثمانية أخرى. يمثل هذا البرنامج استثماراً ضخماً يعزز استقلال فرنسا في مجال الطاقة ويوفر فرص عمل، رغم التحديات المالية الكبيرة وتزايد التكاليف.
اتخذت الحكومة الفرنسية خطوة مهمة نحو تعزيز قطاع الطاقة النووية لديها، حيث وقعت وثيقة رئيسية تحدد التزاماتها مع المهنيين في هذا المجال حتى عام 2028. يمثل هذا العقد تتويجاً عملياً للطموح الذي أعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون في وقت سابق.
وفقاً لهذا البرنامج الطموح، تخطط فرنسا لبناء ستة مفاعلات نووية جديدة من طراز EPR2، مع خيار إضافة ثمانية مفاعلات أخرى في المستقبل. كان الهدف المبدئي هو دخول أول مفاعل جديد الخدمة بحلول عام 2035.
العقد، الذي وقعه وزيرا الاقتصاد والصناعة، يحدد أربعة أهداف رئيسية لهذا القطاع. أولاً، الكفاءة التشغيلية، والتي تتضمن إتقان التكاليف والجداول الزمنية للمشاريع من قبل المهنيين المعنيين. ثانياً، التوظيف وتنمية المهارات؛ سيتعين على قطاع الطاقة النووية في فرنسا توظيف 100 ألف مهندس متخصص على مدى السنوات العشر القادمة، مع الحرص على زيادة تمثيل المرأة في الفرق العاملة. الهدف الثالث هو تطوير البحث والتطوير في مجال الطاقة النووية. وأخيراً، الهدف الرابع هو احترام التحول البيئي، بما في ذلك الإدارة السليمة للنفايات النووية.
يُعد تدريب وتوظيف 100 ألف شخص في مهن مرتبطة بالطاقة النووية على مدى عقد من الزمن تحدياً حقيقياً وكبيراً.
من الناحية المالية، شهدت تكلفة البرنامج إعادة تقييم كبيرة. في التوقعات الأولية عام 2020، قُدرت التكلفة بنحو 52 مليار يورو. ولكن بعد خمس سنوات، تم تعديل التقدير. الآن، يتحدث ديوان المحاسبة الفرنسي، استناداً إلى تقديرات شركة EDF للطاقة، عن حوالي 80 مليار يورو. نظراً للوضع المالي الحالي في فرنسا، تبدو المعادلة معقدة، خاصة وأن العقد الموقع من الدولة لا يتناول تمويل البرنامج بشكل مباشر. كل ما هو معروف هو أن السلطات العامة تتعهد بتقديم قروض ميسرة تغطي ما لا يقل عن 50٪ من التقدير الأولي.
تعمل شركة EDF حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على تقديراتها المالية ومن المتوقع أن تقدم نسختها النهائية بحلول نهاية عام 2025. من الناحية النظرية، يرتبط تمويل هذا البرنامج بعقد يضمن سعراً محدداً من الدولة للإنتاج النووي عند 100 يورو لكل ميغاواط ساعة. بمعنى أنه إذا بيعت الكهرباء التي تنتجها EDF بسعر أعلى في السوق، سيتعين على شركة الطاقة تحويل الفائض إلى الدولة. في الحالة المعاكسة، ستقوم الدولة بتعويض EDF. من المتوقع اتخاذ أول قرارات الاستثمار الكبرى في هذا البرنامج بحلول نهاية عام 2026.