
في كلمات قليلة
أعرب وزير فرنسي عن قلقه من المخاطر العالية المرتبطة بنقل السجين الخطير محمد عمرا للاستجواب القضائي في باريس. واقترح إجراء الاستجواب في السجن أو عبر الفيديو بسبب التكاليف والمخاطر الأمنية، مستذكراً حادثة هروب سابقة أدت إلى مقتل حراس.
بات نقل السجناء شديدي الخطورة للاستجواب القضائي مسألة تثير قلقاً متزايداً في فرنسا، لا سيما بعد الحادثة المميتة التي وقعت العام الماضي. وفي هذا السياق، عبّر وزير فرنسي مسؤول عن الشؤون الأمنية عن تفضيله لخيارات بديلة عن نقل مهرب المخدرات المعروف محمد عمرا.
وأعرب الوزير برونو ريتايو عن قلقه البالغ بشأن الخطط الرامية لنقل محمد عمرا (31 عاماً)، المتهم في قضايا خطيرة تشمل القتل المنظم، من سجن كونديه سور سارت شديد الحراسة إلى باريس لاستجوابه من قبل قضاة التحقيق التابعين للهيئة الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة (Junalco).
وقال ريتايو: "إخراج أشخاص بهذه الخطورة من السجن ينطوي على مخاطر جسيمة". واقترح أن يتم التكيف مع هذا الوضع إما بانتقال القاضي إلى السجن لإجراء الاستجواب، أو باستخدام تقنية الفيديو كونفرنس.
وأوضح الوزير أن كل عملية نقل "تستهلك موارد كبيرة من وزارة الداخلية – وتكلف دافعي الضرائب غالياً". والأهم من ذلك، يضيف ريتايو: "في كل مرة، هناك مخاطر، وقد ناضلنا من أجل قانون مكافحة المخدرات لتوفير آلية تجعل استجواب هؤلاء الأشخاص عن بعد إلزامياً. هذا أمر أساسي، لأنه بخلاف ذلك، يمكن لرجال الشرطة والدرك وعناصر إدارة السجون أن يخاطروا بحياتهم".
ويأتي هذا النقاش على خلفية حادثة سابقة مفجعة وقعت في مايو 2024، أثناء محاولة نقل سابقة لمحمد عمرا، المعروف بلقب "الذبابة"، والذي كان محتجزاً بالفعل في قضايا أخرى. أسفر الهجوم المسلح الذي استهدف قافلة النقل عن مقتل اثنين من حراس السجن وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة. وتمكن عمرا حينها من الفرار وقضى تسعة أشهر هارباً قبل أن يتم القبض عليه في بوخارست برومانيا يوم 22 فبراير الماضي.
من جانبهم، عبّرت النقابات المهنية التابعة لإدارة السجون عن "غضبها واستيائها" من عملية النقل القضائي المزمعة.
وفي المقابل، أبدى وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين ثقته في الإجراءات الأمنية لعملية النقل المرتقبة. وأكد أن وزارة الداخلية، التي ستتحمل مسؤولية هذا الانتقال، ستنفذه "في ظروف ممتازة" بالاستعانة بوحدات النخبة مثل GIGN أو Raid. كما أشار دارمانين إلى أنه ينتظر قرار المجلس الدستوري الذي "سيسمح غداً بإجراء [الاستجوابات] بالفيديو، وربما يمنع (...) هذه الجهود المالية المبذولة من أجل هذا الرجل الذي لا يستحقها".