فشل مفاوضات التقاعد في فرنسا: الحكومة تسعى لاستئناف الحوار بعد الطريق المسدود

فشل مفاوضات التقاعد في فرنسا: الحكومة تسعى لاستئناف الحوار بعد الطريق المسدود

في كلمات قليلة

فشلت المحادثات الرئيسية بشأن إصلاح نظام التقاعد في فرنسا بين النقابات وأصحاب العمل. تركزت الخلافات حول سن التقاعد وظروف العمل الشاقة. الحكومة تسعى لإعادة الأطراف إلى طاولة الحوار بعد الوصول إلى طريق مسدود.


انتهت المحادثات الهامة حول نظام التقاعد في فرنسا بين النقابات وأصحاب العمل بالفشل، رغم شهور من المفاوضات. تركزت الخلافات الرئيسية على شروط الحصول على المعاش التقاعدي الكامل، خاصة سن الحصول عليه دون خصم، والاعتراف بظروف العمل الشاقة.

بعد مرور خمسة أشهر من النقاشات المكثفة، أصبح من الواضح عدم التوصل لاتفاق. ردًا على ذلك، اتخذ رئيس الوزراء الفرنسي خطوة عاجلة يوم الثلاثاء، 24 يونيو، بدعوة جميع الأطراف المعنية بالحوار الاجتماعي إلى اجتماع في مقر إقامته. في بيان غير معتاد له في وقت مبكر من الصباح، قال رئيس الوزراء إنه لا يمكنه قبول الفشل "بهذه القرب من الهدف"، معتبرًا أن الظروف لا تزال مواتية للتوصل لاتفاق.

في حال عدم التوصل لاتفاق جديد، سيتم تطبيق الإصلاح السابق لنظام التقاعد كما هو، وهو ما يخدم مصالح الاتحاد الرئيسي لأصحاب العمل (Medef). هذا الأمر جعل المفاوضات الأخيرة محفوفة بالمخاطر، حيث كان يبدو أن بعض الأطراف قد تستفيد من فشلها.

شهدت المفاوضات محاولات مختلفة للتوصل لحل، بما في ذلك تدخل حكومي غير مباشر عبر تعيين وسيط. كانت هناك نقاشات متكررة حول سن التقاعد عند 64 عامًا. في اللحظات الأخيرة، اقترح فرانسوا بايرو حافزًا للموظفين كبار السن، لكن الأطراف الاجتماعية رفضته، معتبرين أنه لا يلبي توقعاتهم.

يلتقي جميع المشاركين في المفاوضات يوم الثلاثاء بدعوة من رئيس الوزراء. ورغم صعوبة المهمة، نظراً للطريق المسدود الذي وصلت إليه الأطراف مساء الاثنين، يحاول رئيس الوزراء تذليل العقبات. لا شيء مستحيل في المفاوضات، ولكن مساء الاثنين، لم يتمكن أي من النقابات أو أصحاب العمل من اتخاذ خطوة إضافية نحو الآخر.

أكد رئيس إحدى النقابات أن الفشل يعود بالدرجة الأولى لموقف Medef، الذي اتهم بالتعنت. دخل Medef هذه المفاوضات متردداً وهدد بالانسحاب عدة مرات، معتبراً أن أي تعديل على الإصلاح الحالي سيلحق الضرر بالشركات. كما برزت خلافات داخلية بين Medef واتحاد آخر لأصحاب العمل (CPME) الذي كان أكثر انفتاحاً، حيث رفض Medef زيادة تكلفة العمل أو المساهمة في تمويل نظام التقاعد.

أما النقابات، فقد دخلت المفاوضات بأمل كبير، خاصة في مراجعة مطلبها الرئيسي: سن التقاعد القانوني عند 64 عامًا. لكن آمالها تلاشت سريعًا. بما أن النقابات قبلت ببقاء سن الـ 64، سعت للحصول على مكاسب في مجالات أخرى، مثل شروط العمل الشاقة وحقوق المتقاعدات. رفض Medef ذلك بحجة عدم رغبته في إنشاء "أنظمة خاصة". مؤخرًا، طالبت النقابات بخفض سن الحصول على المعاش الكامل، مقترحة أن يتمكن الموظفون من التقاعد بمعاش كامل عند سن 66 أو 66.5 عامًا بدلاً من 67 حاليًا، حتى لو لم يكملوا كل فترات الاشتراك. لكن Medef رفض هذا الاقتراح أيضًا.

بشكل عام، يمثل هذا الفشل نكسة للحوار الاجتماعي في فرنسا وفرصة ضائعة للأطراف الاجتماعية لإثبات قدرتها على التوصل لحلول وسط وإدارة الأمور. في مسودات الاتفاق الأخيرة، كان هناك حديث عن استعادة النقابات وأصحاب العمل إدارة نظام التقاعد الأساسي، كما يفعلون مع أنظمة التقاعد التكميلية. لكن الدولة ستواصل إدارة النظام الآن.

بعد هذه النتيجة، يصبح من الصعب تصور كيف ستناقش هذه المنظمات تمويل نظام الحماية الاجتماعية مستقبلاً. بالإضافة إلى كشف الخلافات الداخلية بين Medef و CPME، يبدو أن هذا الفشل يؤكد موقف النقابات التي انسحبت مبكرًا (CFE-CGC، FO، U2P). كما يضعف موقف النقابات التي راهنت على الحوار، وفي مقدمتها CFDT.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.