في مدارس بوردو: لعبة "حقيقة أم زيف؟" تساعد الأطفال على تطوير التفكير النقدي ومواجهة الأخبار الكاذبة

في مدارس بوردو: لعبة "حقيقة أم زيف؟" تساعد الأطفال على تطوير التفكير النقدي ومواجهة الأخبار الكاذبة

في كلمات قليلة

في مدارس مدينة بوردو الفرنسية، يلعب الأطفال لعبة "حقيقة أم زيف؟" لتعلم التفكير النقدي وكيفية التمييز بين الأخبار الصحيحة والزائفة. المبادرة تسعى لزيادة الوعي الإعلامي لدى التلاميذ وتشرك أولياء الأمور أيضاً.


تشهد المدارس الابتدائية في مدينة بوردو الفرنسية مبادرة تعليمية فريدة تهدف إلى تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الأطفال. فمن خلال لعبة تسمى "حقيقة أم زيف؟"، يتعلم التلاميذ كيفية طرح الأسئلة، وتحليل المعلومات، وتمييز الحقائق من الأكاذيب والمعلومات المضللة.

سنوياً، ولمدة شهر، يتم طرح سؤال واحد يومياً على طلاب 35 مدرسة ابتدائية تشارك طواعية في المشروع. يتم تقديم السؤال على شكل عبارة، وتكون مهمة الأطفال هي تحديد ما إذا كانت حقيقة أم زيفاً. على سبيل المثال، كانت إحدى العبارات المطروحة: "لإبطاء ذوبان الجليد، قامت الحكومة بتركيب 3000 مكيف هواء على الصفائح الجليدية". قبل التصويت، يناقش الأطفال الإجابات المحتملة بحماس، ويقدمون حججهم. اقترح أحد التلاميذ أنها حقيقة لأن "الجليد يذوب بسرعة كبيرة". بينما اعترض آخر قائلاً إنها زيف "لأن بطاريات المكيفات لن تصمد طويلاً على الصفائح الجليدية". وتضمنت بعض الملاحظات جوانب أخرى، مثل التأثير على الحيوانات أو تلوث المحيط.

يؤكد منظمو اللعبة، ممثلو إدارة التعليم ببلدية بوردو، أن الأهم ليس الإجابة الصحيحة بحد ذاتها، بل عملية التفكير والتحليل نفسها. الهدف هو تعليم الأطفال التشكيك، والبحث عن أدلة، والتعرف على علامات الأخبار الكاذبة. يناقش المشروع مفاهيم مثل السخرية (الساتيرا)، واستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى المزيف، والسمات المميزة للمعلومات المضللة - مثل الأخطاء الإملائية أو الصياغة العاطفية المبالغ فيها التي نادراً ما توجد في المواد الصحفية الموثوقة.

على الرغم من أن فكرة اللعبة جاءت جزئياً كوسيلة لمكافحة التطرف بعد أحداث عام 2015، إلا أنها بالنسبة للأطفال نشاط ممتع ومثير في المقام الأول. استقبل التلاميذ اللعبة بحماس، مشيرين إلى أنها "رائعة جداً لأنها تجعلنا نفكر" وتساعدهم على "عدم الانخداع". يقدمون أمثلة عن كيف علمتهم اللعبة الانتباه أكثر للتفاصيل في الصور أو تعلم حقائق جديدة ومثيرة للاهتمام.

بالإضافة إلى العمل مع التلاميذ، يتم توزيع مجموعة خاصة من "الممارسات الجيدة" على أولياء الأمور كجزء من المبادرة. تحتوي هذه المجموعة، التي حازت على جائزة في عام 2020، على توصيات حول كيفية التحقق من مصادر المعلومات والتعرف على علامات الرسائل الكاذبة، مثل الموسيقى المقلقة في مقاطع الفيديو أو النص الذي يبدو "أجمل من أن يكون حقيقة". وهكذا، لا يعمل مشروع "حقيقة أم زيف؟" على تعزيز محو الأمية الإعلامية لدى الأطفال فحسب، بل يساهم أيضاً في حوار عائلي مهم حول المعلومات والتعامل النقدي معها.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.