
في كلمات قليلة
تستعد فرنسا لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في نيس، حيث يتجدد النقاش حول حماية المناطق البحرية المحمية. يقترح الخبراء أن تخصص فرنسا هذه المناطق والمياه الساحلية للصيد الحرفي الصغير، لتحقيق التوازن بين حماية البيئة ودعم الاقتصاد المحلي لقطاع الصيد.
قبل أيام قليلة من افتتاح المؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المحيط في مدينة نيس الفرنسية، تتكثف الجهود الدبلوماسية الفرنسية في كافة المجالات المتعلقة بهذا الحدث الهام، باستثناء جانب واحد رئيسي: صيد الأسماك.
في الوقت الذي يعيد فيه قمة نيس إشعال النقاش حول حظر الصيد بشباك الجر في المناطق البحرية المحمية، ترى تقارير أن فرنسا أمام فرصة لتوضيح مستوى الحماية الأساسي المضمون في جميع هذه المساحات المحمية. كما يُقترح أن تسعى فرنسا للمصالحة بين صيد الأسماك وحماية البيئة، من خلال تخصيص المناطق المحمية للمصيد الحرفي الصغير، الذي يُعد أكثر احتراماً للبيئة ومولداً لفرص العمل.
على الرغم من أن المناطق البحرية المحمية في فرنسا تغطي أكثر من 30% من مساحتها البحرية، إلا أنها تتسم بتنوع كبير في الأوضاع ومستويات الحماية، مما يعطي صورة غير واضحة وغير منظمة. التقنيات المدمرة للصيد، مثل الصيد بشباك الجر الصناعية القاعية، لا تزال مسموحة وتُمارس على نطاق واسع في هذه المناطق. ففي عام 2022، قضت أكبر سفن الصيد بشباك الجر أكثر من 30% من وقت صيدها في هذه المناطق المحمية، واستخرجت منها ربع إنتاجها من حيث القيمة. هذا التناقض يثير الشكوك حول الجهود الحقيقية التي تبذلها فرنسا لحماية بحارها.
يقترح الخبراء أن الحكومة الفرنسية يمكنها تدريجياً تخصيص المناطق المحمية، ثم المياه الإقليمية الأقرب إلى السواحل، للصيد الحرفي الصغير. هذا التغيير سيعود بالفائدة على المحيط، حيث أن أساليب الصيد الحرفية - الشباك والفخاخ والخيوط - لها تأثير بيئي أفضل بكثير. كما أن هذا التوجه يدعم الاقتصاد: الصيد الحرفي يمثل أكثر من 80% من السفن الفرنسية و60% من فرص العمل في قطاع الصيد.
النقاش حول مستقبل الصيد، والذي بدأ في البرلمان الفرنسي، سيستمر أيضاً في نيس. وتُظهر التجارب السابقة، مثل التعافي الجزئي لبعض الموائل أو التحديات المشتركة مثل الأنواع الغازية، أن التعاون بين الصيادين والبيئيين ممكن ومثمر عند توفر الدعم والتشجيع.