
في كلمات قليلة
شهدت فرنسا هجومًا مأساويًا في مدرسة، حيث قُتلت موظفة على يد تلميذ. أثار الحادث ردود فعل سياسية حادة بشأن قضايا العنف والأمن في البلاد.
صُدمت فرنسا صباح الثلاثاء بمأساة مروعة في كلية بمدينة نوجان (مقاطعة هوت مارن)، حيث قُتلت موظفة في المدرسة إثر هجوم نفذه تلميذ. تعرضت مساعدة التعليم، البالغة من العمر 31 عاماً، لعدة طعنات قاتلة بسكين على يد تلميذ يبلغ من العمر 14 عاماً، وذلك أثناء تفتيش الحقائب عند مدخل المؤسسة التعليمية.
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحادث بأنه «اندفاع عنف أعمى لا معنى له»، معلناً أن «الأمة في حداد». وأكد ماكرون أن الحكومة «مستنفرة من أجل دحر الجريمة».
لكن هذا التصريح قوبل بانتقادات من قبل المعارضة. زعيم حزب «التجمع الوطني» جوردان بارديلا، في تعليقه على المأساة، ذكّر بتصريحات سابقة لماكرون انتقد فيها «من يفضلون غسيل الأدمغة على الأحداث الأخيرة». ورد بارديلا مباشرة: «الفرنسيون يعانون في آن واحد من العنف من الأسفل والازدراء من الأعلى: لم نعد نستطيع تحمل هذا التحالف الذي لا يطاق بين الوحشية على الأرض والإنكار على رأس الدولة».
كما تفاعل سياسيون آخرون مع الحادث. رئيس حزب UDR، الحليف لـ «التجمع الوطني»، وجه سؤالاً لماكرون عما إذا كان اغتيال موظفة الكلية في هوت مارن يندرج ضمن «غسيل الأدمغة» الذي يندد به الرئيس، أم أنه «تعبير قاسٍ ومميت عن التوحش الوطني»؟ وشدد على أن الفرنسيين «لم يعد بإمكانهم الاحتمال وينتظرون رداً سياسياً حازماً، صارماً ومصمماً في مواجهة آفة عنف القاصرين».
من جانبه، ندد زعيم نواب حزب «الجمهوريون» بـ«التساهل» و«غياب الحزم» من قبل السلطات.
سيتم الوقوف دقيقة صمت في الجمعية الوطنية الفرنسية بعد ظهر الثلاثاء تكريماً للموظفة المتوفاة. أكدت رئيسة الجمعية الوطنية أن «لا كلمات تصف فظاعة الموت» ووصفت «العنف الجامح» بأنه آفة تدمر شباب البلاد.
وأضاف رئيس حزب «النهضة» الرئاسي ووزير التربية الوطنية السابق أن فرنسا لن تعتاد أبداً ولن تقبل هذا العنف.
كما عبر نواب من اليسار عن صدمتهم من المأساة التي وصفوها بـ«المروعة». وأشير إلى أن الهجوم القاتل يكشف مرة أخرى «وجود الأسلحة البيضاء في مدارسنا». وحذر الحزب الاشتراكي من أن «مستقبل مجتمعنا كله على المحك».