
في كلمات قليلة
الممثل جيرار ديبارديو ملزم بدفع تعويضات بناءً على حكم قضائي ربط الضرر بتصريحات محاميه وليس بأفعاله المنسوبة إليه. هذا الحكم الفريد أثار جدلاً حول استقلالية المحامين ومبادئ العدالة.
أُدين الممثل الفرنسي الشهير جيرار ديبارديو مؤخرًا في حكم قضائي يلزمُه بدفع تعويضات للأطراف المدنية، ليس بسبب الأفعال المنسوبة إليه مباشرةً، بل بسبب تصريحات أدلى بها محاميه خلال جلسة المحكمة.
اعتبرت المحكمة أن تصريحات المحامي تسببت في «إيذاء ثانوي» للضحايا المزعومين، وحكمت على ديبارديو بدفع تعويضات عن ذلك.
يثير هذا الحكم، الصادر في 13 مايو، تساؤلات جدية في الأوساط القانونية الفرنسية. ففي حين أن القانون قد يحمّل شخصًا مسؤولية تصرفات شخص آخر في بعض الحالات (مثل مسؤولية الوالدين عن أطفالهم)، فإن العلاقة بين المحامي وموكله مختلفة؛ المحامي يفترض أن يكون مستقلًا في عمله عن موكله.
يعتقد بعض الخبراء القانونيين أن معاقبة موكل بسبب ما يقوله محاميه أثناء المرافعة أمر غير مألوف ويمكن أن يقوّض استقلالية الدفاع. كما أن التعويضات في الدعاوى المدنية ترتبط عادةً بالضرر الناتج مباشرةً عن الفعل المنسوب للمتهم، وليس عن كلمات قيلت أثناء المحاكمة.
تقليدياً، تحظى التصريحات التي يدلى بها المحامون في قاعة المحكمة والمتعلقة بالقضية بنوع من الحصانة ولا تكون سببًا للملاحقة القضائية. يخشى المنتقدون أن يخلق هذا الحكم سابقة تضع قيودًا على حرية التعبير في المحكمة، وقد تؤدي إلى معاملة غير متساوية بين أطراف الدعوى.
بالنظر إلى هذه النقاط، يرى البعض أن الحكم الذي يلزم ديبارديو بدفع تعويضات عن تصريحات محاميه يفتقر إلى الأساس القانوني السليم. من المتوقع أن تنظر محكمة الاستئناف في هذا القرار وتقرر ما إذا كان يتوافق مع المبادئ القانونية الراسخة.