
في كلمات قليلة
شهدت مدينة ليون سلسلة من الحوادث المميتة المرتبطة بالسكوترات الكهربائية، مما جدد النقاش حول سلامتها. تظهر الإحصائيات أن السكوترات الكهربائية تحمل خطراً نسبياً أعلى للحوادث مقارنة بالدراجات الهوائية، رغم استخدام المسارات المخصصة.
أثارت سلسلة من الحوادث المرورية المميتة التي شملت السكوترات الكهربائية في مدينة ليون الفرنسية، في بداية العام، تساؤلات حول مدى خطورة هذه الوسيلة من وسائل النقل. تُعد هذه الحوادث مدعاة للقلق، خاصة وأن مستخدمي هذه السكوترات لا يرتدون دائمًا معدات السلامة اللازمة.
تكشف إحصائيات السلامة على الطرق عن خطورة نسبية عالية للسكوترات الكهربائية. أظهرت أحدث البيانات المتوفرة لعام كامل (2023) في إقليم الرون الفرنسي، أن عدد الحوادث التي تسببت في إصابات كان متقاربًا بين الدراجات الهوائية (213 حادثًا) والسكوترات الكهربائية (170 حادثًا). ومع ذلك، فإن استخدام الدراجات الهوائية في الإقليم أعلى بكثير مقارنة بالسكوترات. اتجاه مماثل ظهر في عام 2022، حيث بلغ عدد حوادث وسائل النقل الشخصية الآلية (بما في ذلك السكوترات الكهربائية) 161 حادثًا، مقابل 204 حوادث للدراجات الهوائية (بما في ذلك الدراجات الكهربائية).
يلاحظ الخبراء أن السكوترات الكهربائية تحمل خطرًا أكبر. احتمال وقوع حادث أعلى، والإصابات الناتجة عنها غالبًا ما تكون أشد. هذا يحدث رغم التحسينات الكبيرة في البنية التحتية المخصصة لوسائل التنقل اللطيفة، والتي طورتها بلدية ليون بشكل كبير منذ عام 2020.
من بين الأسباب التي تزيد من خطورة السكوترات الكهربائية أن مستخدميها غالبًا ما يكونون من فئة الشباب، وقد يتم استخدامها في سياقات احتفالية أو بواسطة شخصين على نفس السكوتر. بالإضافة إلى ذلك، فإن عجلاتها الصغيرة ومقودها الضيق يجعلانها أقل استقرارًا وأقل قدرة على المناورة من الدراجات الهوائية. كما أنها أقل وضوحًا على الطريق. الحوادث التي يشمل فيها شباب تحدث صدمة أكبر في المجتمع.
لتحسين الوضع، يتم تطوير شبكة "مسارات ليون"، وهو مشروع ضخم بتكلفة 280 مليون يورو يهدف إلى إنشاء شبكة بطول 260 كيلومترًا من المسارات الآمنة بحلول عام 2026 (تم الانتهاء من 94 كيلومترًا ويتم العمل على 42 كيلومترًا حاليًا). يستفيد مستخدمو السكوترات الكهربائية من هذه المسارات، مما يساعدهم على تجنب القيادة على طرق السيارات الرئيسية.
بشكل عام، تظهر إحصائيات السلامة على الطرق انخفاضًا في عدد المشاة الذين لقوا حتفهم في إقليم الرون بين عامي 2021 و2024، من 16 إلى 11 قتيلاً. تربط السلطات المحلية في ليون هذا الانخفاض بسياستها لخفض سرعة السيارات (تحديد السرعة القصوى بـ 30 كم/ساعة في معظم الشوارع). خلال السنوات الخمس الماضية، انخفض عدد الحوادث التي سببت إصابات بنسبة 41%. الجزء الأكبر من الحوادث لا يزال مرتبطًا بالسيارات، حتى وإن كان هناك سلوك سيء من بعض مستخدمي الدراجات والسكوترات.
من المثير للاهتمام أن انخفاض عدد حوادث الدراجات الهوائية يتزامن مع زيادة كبيرة في استخدامها بنسبة 60% منذ عام 2019 في ليون. يذكر مسؤولون أن خطر التعرض لحادث بالدراجة انخفض إلى النصف في خمس سنوات. تنخفض معدلات حوادث الدراجات بينما يزيد استخدامها، وهذا اتجاه إيجابي. على النقيض من ذلك، صاحب ارتفاع استخدام السكوترات الكهربائية زيادة في عدد الحوادث بنسبة 45% بين عامي 2020 و2023. لقى ثلاثة أشخاص حتفهم أثناء قيادة هذه السكوترات في الإقليم عام 2022، وشخص واحد عام 2023، وثلاثة أشخاص بالفعل في عام 2025.
بالإضافة إلى حملات التوعية وتطبيق القانون، فرضت مدينة ليون في عام 2023 متطلبات أكثر صرامة على الشركات المشغلة لخدمات تأجير السكوترات الكهربائية. أصبح كل سكوتر مزودًا بلوحة تعريف، ويتم التحقق من هوية المستخدم عبر رمز الاستجابة السريعة (QR code)، ويتعين عليهم إكمال اختبار سلامة الطريق قبل الاستخدام الأول، والخضوع لاختبار الكحول في ليالي عطلة نهاية الأسبوع. تم تحديد السرعة بـ 20 كم/ساعة أو 8 كم/ساعة حسب المناطق، لكن خفض السرعة تلقائيًا عند القيادة المزدوجة أو على الأرصفة لم يتم تفعيله بعد.