
في كلمات قليلة
شنت الولايات المتحدة هجمات على منشآت نووية رئيسية في إيران باستخدام قنابل متطورة. العملية تهدف لتعطيل البرنامج لكن فعاليتها وتداعياتها غير واضحة بعد. إيران نفذت رداً صاروخياً.
في 22 يونيو 2025، نفذت القوات الأمريكية غارات جوية استهدفت ثلاثة مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني: فوردو، نطنز، وأصفهان. استخدمت في الهجوم أربعة عشر قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57.
لا يزال التقييم الدقيق لحجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الأمريكية يوم الأحد قيد التحديد. لتقييم الأثر بشكل كامل، يتطلب الأمر تحليلاً دقيقاً للأضرار التي ألحقها الجيش الأمريكي بالمواقع الثلاثة في فوردو وأصفهان ونطنز. نظراً للعمق الكبير لمنشأة فوردو، التي تعد أصعب الأهداف تدميراً، لا يمكن للخبراء العسكريين الاعتماد فقط على صور الأقمار الصناعية. سيحتاجون أيضاً إلى معلومات استخباراتية تم جمعها عبر اعتراض الاتصالات أو مصادر بشرية داخل إيران.
في الوقت الحالي، هناك أسئلة أكثر من الإجابات المتاحة. لا يزال من غير المعروف ما هي الاحتياطات والإجراءات الوقائية التي اتخذتها إيران لتحصين نفسها ضد الهجوم.
ومع ذلك، سارعت الحكومة الأمريكية إلى إعلان النجاح. صرحت القوات الأمريكية بأن العملية، التي أطلق عليها اسم «المطرقة منتصف الليل» ("Midnight Hammer")، «دمرت البرنامج النووي الإيراني».
لكن هذه العملية أثارت جدلاً داخلياً في الولايات المتحدة. كشفت تقارير عن «خلاف حاد» داخل البنتاغون بشأن ضمان نجاح عملية أمريكية ضد موقع فوردو المدفون على عمق 90 متراً تحت الأرض. ويقال إن خيار استخدام السلاح النووي التكتيكي، الذي ذكره بعض المسؤولين العسكريين، تم استبعاده من قبل الرئيس دونالد ترامب.
الموقف الإيراني الداخلي معقد أيضاً. على الرغم من وجود استياء واسع النطاق لسنوات بين قطاعات من المجتمع المدني الإيراني تجاه النظام وسعيه لامتلاك السلاح النووي، فإن العديد يخشون العواقب الوخيمة للقصف الأمريكي على المدنيين.
أما بالنسبة للموقف الدولي، فقد دعا الكثيرون إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في الشرق الأوسط. رد الفعل الدولي منقسم بين التأييد الكامل والإدانة المطلقة للتدخل الأمريكي في إيران.
في المقابل، ردت إيران صباح الأحد بوابل من حوالي أربعين صاروخاً. قرار ترامب بشن الضربات يعتبره بعض المحللين تأكيداً لاستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي.
يذكر أن الولايات المتحدة استخدمت قاذفات القنابل الاستراتيجية من طراز B-2، التي أقلعت من ولاية ميزوري يوم السبت لاستهداف المواقع النووية الإيرانية. هذه الطائرات هي الوحيدة القادرة على حمل قنبلة GBU-57، التي يُقال إنها قادرة على اختراق المنشآت تحت الأرضية المحصنة.