في كلمات قليلة
أعلنت الوزيرة الفرنسية السابقة صابرينا أغريستي-روباش عودتها للمنافسة في الانتخابات البلدية بمرسيليا بعد عام من الابتعاد. أثارت هذه العودة ردود فعل متباينة داخل حزبها "النهضة" وأوساط اليمين، مما يضيف تعقيدات على التحالفات السياسية المحتملة في المدينة.
أعلنت صابرينا أغريستي-روباش، الوزيرة السابقة المقربة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عودتها المفاجئة إلى الحياة السياسية في مرسيليا، مؤكدة عزمها على خوض الانتخابات البلدية المقبلة. يأتي هذا القرار بعد عام من الابتعاد عن الساحة، عقب هزيمتها في الانتخابات التشريعية، والتي وصفتها آنذاك بأنها بمثابة "طلاق" مع مدينتها الأم.
وكانت أغريستي-روباش قد اختفت تمامًا عن الأنظار بعد أن شغلت منصب وزيرة الدولة المسؤولة عن خطة "مرسيليا الكبرى". ويوضح أحد المقربين منها أن الهزيمة كانت قاسية، وأنها احتاجت لبعض الوقت للتعافي، بالإضافة إلى التزاماتها الوزارية والعائلية في باريس. وأضاف المصدر: "لقد أعادت تسجيل ابنتها في مدرسة بمرسيليا الآن، ويبدو أنها مستعدة للعودة بقوة".
وقد أثار إعلان عودتها، الذي جاء في حوار مع صحيفة "لا بروفانس" الإقليمية، ردود فعل متباينة، حتى داخل حزبها "النهضة". ففي حين تؤكد مصادر أنها ستكون مرشحة، ربما ليس على رأس القائمة الرئيسية ولكن كمرشحة لقطاع انتخابي، يرى آخرون أن عودتها قد تعقد الجهود المبذولة لتوحيد صفوف اليمين والمعسكر الرئاسي.
وتصر أغريستي-روباش على أن للتيار الماكروني وجودًا في مرسيليا، وأنها لن تكون مجرد تابع في اللعبة السياسية. وقالت: "سيتعين عليهم أن يحسبوا لي حسابًا". إلا أن شخصيتها القوية وأسلوبها المباشر يثيران قلق بعض حلفائها المحتملين في اليمين، حيث يصفها أحد كوادر حزب "الجمهوريون" بأنها "شخصية يصعب التعامل معها".
من جانبه، عبر رينو موسولييه، رئيس الحزب إقليميًا، عن استيائه قائلاً: "لقد رحلت وقالت إنها تطلقت. والآن تعود. لكن هل عملت خلال هذه الفترة على تسهيل التحالفات السياسية؟". وأشار موسولييه إلى أن أغريستي-روباش أظهرت انقسامًا واضحًا مع شخصيات سياسية أخرى مثل فاليري بوييه، وهو ما لا يخدم استراتيجية التوحيد المطلوبة للانتخابات البلدية. فيما يرى آخرون أن عودتها قد تكون في غير وقتها، وأنها تحاول فقط إثبات وجودها دون مراعاة للديناميكيات السياسية الحالية.
