حصون الحرب العالمية الثانية في فرنسا مهددة بالزوال بسبب التآكل الساحلي

حصون الحرب العالمية الثانية في فرنسا مهددة بالزوال بسبب التآكل الساحلي

في كلمات قليلة

مئات من تحصينات الحرب العالمية الثانية في منطقة جيروند بفرنسا مهددة بالدمار بسبب تآكل السواحل. هذه الأجزاء من "جدار الأطلسي" تنهار تدريجياً في المحيط. يدعو المتحمسون للحفاظ على هذا التراث التاريخي.


تتعرض مئات التحصينات (المعروفة بـ "البلوك هاوس") التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية والمنتشرة على طول ساحل جيروند في فرنسا لخطر الزوال. هذه الهياكل الضخمة، التي بناها الألمان كجزء من خط الدفاع "جدار الأطلسي"، تتدهور تدريجياً وتتهاوى في المحيط نتيجة لتآكل السواحل المستمر.

مع تراجع خط الساحل، أصبحت العديد من هذه التحصينات التاريخية، التي كانت قائمة على الكثبان الرملية، الآن على الشاطئ مباشرة أو حتى في المياه. يحذر المتحمسون والمؤرخون من هذا الوضع، داعين إلى إنقاذ هذا التراث التاريخي المنسي قبل أن يبتلعه البحر بالكامل.

على سبيل المثال، بطارية آروس في فيردون-سور-مير، وهي واحدة من الهياكل القليلة المحفوظة جيداً، محمية بواسطة سد قديم. لكن في مناطق أخرى، مثل غرايان-إي-لوبيتال وكاب فيريه، الوضع حرج. ووفقاً لتقديرات مؤسس جمعية Forteresse Gironde Sud، فإن 37 من أصل 131 منشأة "ثقيلة" (بجدران سمكها متران على الأقل) على امتداد ساحلي بطول 30 كم في جيروند قد سقطت بالفعل على المد والجزر.

على الرغم من القيمة التاريخية الواضحة لهذه المواقع، فإن معظمها لا يتمتع بحماية رسمية كتراث. أتاح مسح أجري عام 1998 في مناطق محددة تصنيف بعض المواقع "الاستثنائية". ومع ذلك، لم تجر دراسة مماثلة لمعظم المنطقة، حيث لم يكن هناك اهتمام كافٍ بهذا النوع من المباني في الماضي، بحسب الخبراء. يفاقم عدم وجود توجيه وطني لتحليل وفهم وحماية هذه الهياكل المشكلة.

يثار تساؤل حول ما إذا كان يجب الحفاظ على جميع المنشآت، أو فقط الأكثر أهمية منها. من شأن منحها وضع نصب تاريخي أن يسمح بتعبئة الأموال لصيانتها. في الوقت الحالي، الحماية الوحيدة المتاحة هي تصنيف "عمارة معاصرة بارزة"، وهو ما لا يضمن الحفظ.

السلطات المحلية أيضاً، وفقاً للناشطين، لا تبدي اهتماماً خاصاً بمصير هذه التحصينات. ربما يرجع ذلك إلى أن تاريخ تحرير جيروند ليس معروفاً على نطاق واسع مثل إنزال نورماندي.

يشير الجغرافيون إلى أن البنائين الألمان لم يخططوا في الأصل لهياكل تدوم طويلاً على الكثبان الرملية، حيث كانوا يصبون الخرسانة مباشرة على الرمال المضغوطة. سيؤدي التآكل حتماً إلى تدمير التحصينات المتبقية، ما لم تتخذ إجراءات مكلفة لنقلها أو تعزيزها. توجد طرق بديلة، مثل المسح ثلاثي الأبعاد، تسمح بالحفاظ على أثر رقمي للمنشآت التي يتعين تدميرها لأسباب تتعلق بالسلامة.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.