
في كلمات قليلة
تجري مناقشات حادة في فرنسا حول قانون الولادة المجهولة. القضية الرئيسية هي حق الأطفال المولودين بهذه الطريقة في معرفة أصولهم البيولوجية، والبحث عن آليات قانونية جديدة.
يشهد النقاش حول الولادة المجهولة (accouchement sous X) في فرنسا والحق القانوني للأطفال المولودين بهذه الطريقة في معرفة أصولهم البيولوجية زخماً جديداً. تأتي هذه المناقشات بالتزامن مع اليوم العالمي للحق في معرفة الأصل الذي يصادف 30 مايو.
تُعد فرنسا من الدول الغربية القليلة التي تسمح بالولادة بسرية تامة وقانونية. يولد ما بين 500 و 600 طفل سنوياً بهذه الطريقة المجهولة، مما قد يسبب معاناة نفسية كبيرة للأطفال مع نموهم دون أي معلومات عن هويتهم أو أصولهم.
ترتفع أصوات عديدة اليوم مطالبةً بتعديل القانون الحالي والتحول نحو ما يسمى بـ "الولادة المصحوبة" (accouchement accompagné). يقترح هذا المفهوم الإبقاء على سرية هوية الأم بالكامل حتى يبلغ الطفل 18 عاماً، مع توفير آلية تسمح للطفل بالحصول على معلومات أو محاولة التواصل لاحقاً إذا رغب في ذلك.
يثير الموضوع ردود فعل متباينة بين المستمعين والخبراء. على سبيل المثال، يطرح البعض مفارقة السماح بتحديد هوية "الأطفال المولودين تحت X"، مع الإبقاء على حظر اختبارات الحمض النووي (DNA) لتحديد النسب خارج الإجراءات القانونية المحددة. في المقابل، تتساءل آراء أخرى عما إذا كان البحث عن الوالدين البيولوجيين هو الأفضل للصحة النفسية للطفل، وعن خطر التعرض للرفض مرة ثانية والمعاناة من ألم أكبر.
تبرز قصة مؤسسة منصة Adopté.e.s، التي وُلدت هي نفسها بشكل مجهول عام 1999، كشهادة حية. لعدم توفر المعلومات عبر القنوات الرسمية، تمكنت من العثور على جزء من عائلتها البيولوجية بفضل اختبار الحمض النووي الذي أجرته في الخارج. تميز في حديثها بين الرغبة والحاجة لمعرفة الجذور، وبين لقاء هؤلاء "الوالدين"، مشيرة إلى أن عدداً قليلاً من الأطفال المتبنين يلتقون أو يرغبون في لقاء والديهم البيولوجيين بالفعل.
يتواصل الجدل حول الموازنة بين حق الأم في السرية وحق الطفل في معرفة أصوله، مسلطاً الضوء على أبعاد اجتماعية وأخلاقية هامة.