
في كلمات قليلة
أثارت المعلقة الفرنسية الشهيرة باربرا لوفيفر غضباً واسعاً بعد مشاركتها في فعالية مؤيدة لإسرائيل تضمنت "اختباراً" عن ضحايا غزة، ودأبها على دعم إسرائيل في تعليقاتها الإعلامية، مما دفع صحفيين للمطالبة بإيقافها. لوفيفر لها تاريخ من المواقف الجدلية، سبق لها أن عملت معلمة وكتبت كتاباً أثار الجدل.
أصبحت باربرا لوفيفر، المعلقة المعروفة في وسائل الإعلام الفرنسية وبرنامج "Grandes Gueules" على إذاعة RMC وتلفزيون BFMTV، محور جدل وانتقادات شديدة خلال الأيام القليلة الماضية.
ويتعلق الأمر بمشاركتها في فعالية أقيمت في 27 مايو الماضي، وكانت عبارة عن حفل لدعم الجيش الإسرائيلي. ووفقاً لبيان صادر عن صحفيين من RMC وBFMTV، فإن لوفيفر قادت خلال الحفل "اختباراً" يُطلب فيه من الحضور "تخمين عدد المدنيين الغزيين الذين قتلوا منذ بداية الحرب". كما تُلام بشدة على انحيازها المنهجي والمستمر لصالح إسرائيل في تحليلاتها التي تقدمها على الهواء.
بعد هذا البيان اللاذع من الصحفيين، عادت باربرا لوفيفر، وهي في الخمسينات من عمرها، لتصبح تحت الأضواء مجدداً. لكن هذه ليست المرة الأولى في مسيرتها المهنية التي تواجه فيها المعلقة والكاتبة معارضة وانتقادات شديدة بسبب مواقفها.
مسيرة باربرا لوفيفر تشمل عدة نقاط بارزة تشرح خلفيتها ومواقفها الجدلية.
قبل أن تصبح شخصية إعلامية معروفة، عملت باربرا لوفيفر معلمة. درست التاريخ في جامعة السوربون بباريس، وركزت أبحاثها على بداية الاستعمار في مالي. بدأت تدريس التاريخ والجغرافيا في المرحلة الثانوية عام 1998. وفي عام 2014، وبعد اهتمامها بظروف تعليم الطلاب الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد، أصبحت لوفيفر معلمة متخصصة للأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.
في عام 2002، شاركت في تأليف كتاب "Les Territoires perdus de la République" (الأراضي المفقودة للجمهورية) الذي أثار جدلاً واسعاً ووضعها في صدارة المشهد الإعلامي. جمع الكتاب شهادات من معلمين يروون عن انتشار معاداة السامية والتمييز الجنسي والإسلاموية في الكليات والمدارس الثانوية بمنطقة باريس في ذلك الوقت. هذا الكتاب الجدلي هو الذي أكسبها شهرة إعلامية لأول مرة.
من الأحداث البارزة الأخرى في مسيرتها، مشاركتها في برنامج سياسي على قناة فرنسية عام 2017، حيث واجهت إيمانويل ماكرون الذي كان مرشحاً للرئاسة حينها. كان النقاش بينهما حاداً للغاية. خلال اللقاء، سُئلت لوفيفر عن مدى قربها من فريق حملة مرشح يميني آخر، وهو ما نفته في البداية، لكنها اعترفت لاحقاً في إحدى المطبوعات بدعمها للمرشح اليميني ونيتها المشاركة في اجتماعاته كداعمة وليس فقط كعضو في المجتمع المدني.
إن الجدل الحالي حول باربرا لوفيفر ومواقفها من الصراع في غزة يتناسب مع مسار حياتها المهنية، الذي تميز بمشاركات ومنشورات قوية وغالباً ما تكون مثيرة للجدل.