في كلمات قليلة
جنوب أفريقيا دعت الولايات المتحدة إلى التوقف عن نشر "المعلومات المضللة" بشأن "اضطهاد البيض" في البلاد على خلفية توتر العلاقات الثنائية. بريتوريا تعتبر المزاعم الأمريكية بلا أساس وتعبر عن استيائها من استقبال مهاجرين أفريكانر في الولايات المتحدة.
دعت بريتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، واشنطن إلى التوقف عن نشر "المعلومات المضللة" بشأن ما تسميه الولايات المتحدة "اضطهاداً" أو "إبادة جماعية" يتعرض لها السكان البيض في جنوب أفريقيا. يأتي هذا الطلب في خضم توتر متزايد في العلاقات الثنائية، حيث تواصل واشنطن، حسب بريتوريا، تأكيد مزاعمها دون تقديم أدلة ملموسة.
يأتي هذا التطور قبيل لقاء مرتقب بين رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ونظيره الأمريكي في واشنطن. صرح فينسنت ماغوينيا، المتحدث باسم الرئاسة في جنوب أفريقيا، لإذاعة محلية بأن بريتوريا تأمل في "إعادة ضبط العلاقات" و"تذليل المشاكل القائمة، حتى لو كانت بعضها مبنية على معلومات مضللة".
من بين أسباب التوتر، استقبلت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة مجموعة أولى تضم حوالي 50 شخصاً من أقلية الأفارقة البيض، وهم أحفاد المستوطنين الأوروبيين. جاء هذا بعد دعوات من شخصيات أمريكية معينة لهم لمغادرة بلادهم واللجوء إلى الولايات المتحدة. حذرت جنوب أفريقيا من أنها ستكون "مستاءة" إذا استمر برنامج إعادة التوطين هذا.
قال ماغوينيا: "كحكومة، لا يمكننا منع الناس من المغادرة، لكننا سنعبر عن استيائنا تجاه أولئك الذين يغادرون تحت ذرائع كاذبة... وتحت غطاء أمور لا تحدث في بلدنا". وأضاف أنه سيكون "من الصعب على الإدارة الأمريكية" الاستمرار في ادعاء وجود "ما يسمى 'إبادة جماعية'" في جنوب أفريقيا، حيث سيكون عليهم "إثبات هذه المزاعم". واعتبر أنه "من المستحيل تماماً ألا تعلم الإدارة الأمريكية أن ما تروجه كاذب".
بالإضافة إلى مسألة "اضطهاد البيض"، تتأثر العلاقات بين البلدين بعوامل أخرى. تعترض واشنطن على الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية (ICJ) بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة. كما تنتقد الولايات المتحدة القوانين الداخلية لجنوب أفريقيا الهادفة إلى تمكين المواطنين السود وتصحيح اللامساواة الموروثة من حقبة الفصل العنصري.
رداً على مزاعم جماعات يمينية أفريقانية بيضاء حول استهداف مزارعين بعمليات قتل ممنهجة، تؤكد حكومة جنوب أفريقيا أنه لا يوجد ما يدعم هذه الاتهامات. وفقاً لبيانات الشرطة المحلية، فإن غالبية ضحايا معدل الجرائم المرتفع في جنوب أفريقيا هم شباب ذكور سود يعيشون في المناطق الحضرية.
خلال الزيارة المرتقبة إلى واشنطن، ستسعى بريتوريا بشكل أساسي للحفاظ على علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، التي تعد ثاني أكبر شريك تجاري لها. ومع ذلك، شدد ماغوينيا على أن جنوب أفريقيا لن تسحب دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ولن تلغي القوانين الهادفة إلى معالجة إرث الفصل العنصري.
