في كلمات قليلة
قُتل الطفل الفلسطيني محمد الحلاق، البالغ من العمر 9 سنوات ونصف، برصاص جندي إسرائيلي في الضفة الغربية. وتشير الأمم المتحدة إلى مقتل 44 قاصراً منذ بداية العام، دون محاسبة الجناة.
في الضفة الغربية، تستمر القوات الإسرائيلية في استهداف الأطفال. وفقاً للأمم المتحدة، قُتل 44 قاصراً في الأراضي الفلسطينية منذ يناير/كانون الثاني. ولم تتم ملاحقة أو معاقبة أي من مرتكبي هذه الأفعال قضائياً، وغالباً ما لا يهتم الجيش حتى بفتح تحقيق.
كان محمد الحلاق البالغ من العمر 9 سنوات ونصف أحد أحدث الضحايا. والدته علياء الحلاق، 33 عاماً، تجد صعوبة في حبس دموعها وهي تتحدث عن أحلام ابنها. كان محمد يحلم بأن يصبح جراح قلب، متخيلاً أن اسمه سيُعلن عبر مكبرات الصوت في المستشفى: "مطلوب الدكتور محمد في الطوارئ". انتهت هذه الأحلام في 16 أكتوبر/تشرين الأول، عندما قُتل الصبي برصاص جندي إسرائيلي في قرية الريحية، جنوب الخليل.
في يوم وفاته، كان محمد سعيداً بحقيبته المدرسية الزرقاء الجديدة، التي قدمتها له اليونيسف مؤخراً. وكعادته كل يوم، ارتدى الطفل الهادئ والمركز زيه المدرسي قبل أن يوقظ والدته. في طريق عودته إلى المنزل حوالي الظهر، توقف محمد لدقائق طويلة بالقرب من عش طائر، مستمتعاً بمشاهدة طيور الشمس الفلسطينية، وهي عصافير تعيش عادة في هذه التلال القاحلة.
بعد غداء سريع، ذهب محب كرة القدم للعب مع زملائه في المدرسة، في الملعب الوحيد بالمنطقة، على بعد عشرات الأمتار من منزله. عندما عبرت سيارات الجيب العسكرية القرية بسرعة، فر حوالي عشرة أطفال مذعورين في جميع الاتجاهات. ركض محمد نحو منزل أجداده على المرتفعات. على بعد عشرة أمتار فقط من الباب، استدار وذراعاه متقاطعتان لمراقبة القافلة المدججة بالسلاح في الأسفل. اخترقت الرصاصة جسده من ورك إلى آخر، ولم تترك له أي فرصة للنجاة. وبحسب عدة شهود، رفع الجندي سلاحه في الهواء كعلامة احتفال. ولم يعلق الجيش على هذه النقطة عند الاتصال به.