جريمة مروعة في نيويورك: اختطاف وتعذيب مستثمر رقمي للاستيلاء على عملاته المشفرة (بيتكوين)

جريمة مروعة في نيويورك: اختطاف وتعذيب مستثمر رقمي للاستيلاء على عملاته المشفرة (بيتكوين)

في كلمات قليلة

رجل أعمال إيطالي زُعم أنه تعرض للاختطاف والتعذيب في نيويورك لمدة 17 يوماً بهدف سرقة عملاته المشفرة (بيتكوين). تم إلقاء القبض على اثنين من المشتبه بهم، أحدهما يُعرف باسم "ملك العملات المشفرة في كنتاكي"، ويواجهان تهماً بالاختطاف والاعتداء. تسلط هذه الحادثة الضوء على المشكلة العالمية المتزايدة للجرائم المرتبطة بالعملات المشفرة.


شهدت مدينة نيويورك جريمة مروعة، حيث يُزعم أنه تم اختطاف رجل أعمال إيطالي واحتجازه وتعذيبه لأكثر من أسبوعين في شقة فاخرة بهدف إجباره على تسليم رموز الوصول إلى أصوله من العملات المشفرة، وخاصة البيتكوين.

تفاصيل هذه القضية، التي بدأ القضاء الأمريكي التحقيق فيها للتو، تبدو وكأنها مقتبسة من فيلم جريمة. تدور القصة حول لقاء بين رجل وصفته الصحافة بـ«ملك العملات المشفرة في كنتاكي»، وشريكه، ورجل أعمال إيطالي يشتبه في أنهما قاما باختطافه وتعذيبه للاستيلاء على ملايين الدولارات من البيتكوين. يُقال إن الأحداث وقعت في شقة راقية في منطقة سوهو بمانهاتن.

وفقاً لوثائق الاتهام، وصل الضحية، وهو رجل الأعمال الإيطالي مايكل فالنتينو ثيوفراستو كارتوران، إلى نيويورك في 6 مايو وتوجه إلى الشقة التي قيل إن جون ووليتز (ملك العملات المشفرة) استأجرها بحوالي 30 ألف دولار شهرياً. عند وصوله، قام ووليتز وشريكه الثاني، ويليام دوبليسي، بمصادرة أجهزته الإلكترونية وجواز سفره، وطلبا منه تسليم رموز الوصول إلى عملاته المشفرة، بحسب الشرطة.

بعد رفض الضحية، ذكرت وثائق المحكمة والشرطة أن الرجلين قاما بتعذيبه. تعرض الضحية للضرب ببندقية، وتم توجيه السلاح إلى وجهه، كما تعرض لصدمات كهربائية، وتم اقتياده إلى الطابق الخامس من المبنى وتهديده بإلقائه من النافذة.

تكشفت تفاصيل هذه القصة غير المعقولة في صباح 23 مايو، عندما ركض رجل حافي القدمين نحو ضابط شرطة بالقرب من شارعي Mulberry و Prince في منطقة سوهو. ادعى الرجل أنه تمكن من الفرار من شقة فاخرة كان محتجزاً فيها لمدة 17 يوماً على يد رجلين. توجهت الشرطة إلى المكان وقامت باعتقال جون ووليتز (37 عاماً). تم تصويره بالأصفاد، وهو الآن متهم بـ«الاختطاف، الحيازة الإجرامية للأسلحة، الاعتداء، والحبس غير المشروع».

كما تم استجواب مساعدته (24 عاماً)، لكن لم توجه إليها اتهامات. أما الرجل الثاني، ويليام دوبليسي (33 عاماً) من ميامي، وهو مؤسس شركة Pangea Blockchain International الناشئة، فكان غائباً عند وصول الشرطة، لكنه سلم نفسه لاحقاً في 30 مايو ومثل أمام المحكمة.

قال المحامي واين إرفين جوسنيل، محامي جون ووليتز، خلال جلسة استماع يوم الخميس، إن موكله رجل يبلغ من العمر 37 عاماً لم يتم القبض عليه من قبل، وليس لديه سجل إجرامي، وهو خريج جامعي في الفلسفة، وحقق نجاحاً كبيراً في قطاع التكنولوجيا. طلبت الدفاع إطلاق سراح ووليتز بكفالة قدرها مليوني دولار والتعهد بعدم مغادرة ولاية نيويورك. وأشار المحامي أيضاً إلى أنه «خلافاً لما تم نشره، هو لا يمتلك طائرة خاصة ولا مروحية».

ومع ذلك، ذكرت صحيفة New York Post وموقع TMZ المتخصص أن المشتبه بهما كانا يعيشان حياة بذخ، ونشرا صوراً لهما في ملهى ليلي في نيويورك، وتحدثت الصحيفة عن حفلات متكررة في الشقة الفاخرة التي يُزعم أنها مسرح هذه الجريمة.

تسلط هذه الحادثة الضوء على ظاهرة متنامية عالمياً: في الأشهر الأخيرة، تزايدت حالات الاختطاف أو محاولات الاختطاف التي تستهدف حاملي العملات المشفرة، وذلك على خلفية الارتفاع الكبير في قيمة البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى.

بالنسبة لآدم هيلي، الرئيس التنفيذي لشركة Station70 المتخصصة في حماية العملات المشفرة، فإن هذه الهجمات ليست جديدة في حد ذاتها، لكن «ما يتزايد هو وتيرتها وقسوتها»، كما يوضح. ويضيف: «في الماضي، إذا أردت اختطاف شخص لديه أصول كبيرة وسحب مثلاً 10 ملايين دولار من حسابه، كان ذلك صعباً جداً. لا يمكنك الذهاب إلى البنك وسحب الأموال ببساطة. مع العملات المشفرة، كل ما تحتاجه هو الحصول على اسم المستخدم وكلمة المرور».

هذه الظاهرة لوحظت بشكل كبير في فرنسا أيضاً، حيث اشتكى المؤثر في مجال العملات المشفرة، أوين سيمونين، المعروف باسم Hasheur، في منتصف مايو على منصة X قائلاً: «في عالمنا، لم يعد التهديد افتراضياً». بعد أسابيع قليلة من اختطاف ديفيد بالاند، مؤسس شركة محافظ العملات المشفرة، وتشويهه من قبل خاطفيه، لفتت محاولة اختطاف ابنة رجل أعمال في القطاع الانتباه إلى أساليب إجرامية تزداد عنفاً. تدفع هذه القضايا بعض الشخصيات البارزة في القطاع إلى البحث عن ملاذ خارج فرنسا.

قد تتكشف المزيد من الحقائق مع تقدم الإجراءات القضائية، التي لا تزال في بدايتها، وتحليل محتويات الهواتف وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمشتبه بهم والرسائل المحتملة التي تم تبادلها مع الضحية المفترضة. لكن حتى الآن، كما يؤكد السيد هيلي، «هناك الكثير من العناصر الغريبة في هذه القضية، يبدو الأمر كما لو أن 1 + 1 لا يساوي 2».

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.