
في كلمات قليلة
في دمشق، أصبحت الجوارب والملصقات الساخرة التي تحمل صور بشار الأسد وعائلته تلقى رواجاً كبيراً بعد سقوط النظام. يرى الباعة والمشترون فيها طريقة للتعبير عن السخرية والانتقام والاحتفال بنهاية حكمه.
بعد التغيير السياسي في سوريا، شهدت المحلات التجارية في دمشق ظاهرة جديدة سرعان ما لاقت رواجاً هائلاً: جوارب وملصقات تحمل صوراً كاريكاتورية ساخرة للرئيس السابق بشار الأسد وأفراد عائلته.
في شارع تجاري حيوي بالعاصمة السورية، يزدحم محل باسل الساعاتي (31 عاماً) الذي يعرض جوارب "فايروسية"، كما يصفها. هذه الجوارب تحمل وجوه بشار الأسد وأفراد عائلته برسم كاريكاتوري، مع شعارات تهكمية.
يقول باسل: "كل من يأتي من الخارج يريد شراء هذه الجوارب، للاحتفاظ بها كذكرى وللسخرية من عشيرة الأسد". على بعض النماذج، يمكن قراءة تحت صورة الرئيس السابق العبارة: "سندوسهم". وفي نماذج أخرى، يُمنح شقيقه ماهر الأسد، الرئيس السابق للفرقة الرابعة المدرعة، لقب "ملك الكبتاغون".
ولم يتوقف باسل عند هذا الحد، ففي متجره يعرض أيضاً ملصقات للرئيس السابق على الأرض، داعياً الزبائن إلى الدوس عليها أو حتى حرقها. ويوضح: "هذا لمن لم يستطع المجيء للاحتفال بسقوط النظام. يمكنهم فعل ما يريدون بهذه الصور".
بعد أيام قليلة من مغادرة بشار الأسد لدمشق، خطرت فكرة تصنيع هذه الجوارب لزياد الزاوية (29 عاماً) في مصنعه. ويقول: "هذه طريقة لإهانة الأسد لأن الناس يكرهونه. لقد انتقمت منه بعد فراره". تُباع جواربه بسرعة كبيرة، واضطر إلى زيادة الإنتاج لمواجهة الطلب القوي. في غضون ثلاثة أشهر، أنتج 200 ألف زوج بالفعل.
السخرية لا تقتصر على الجوارب: فجمل الرئيس السابق الأكثر غرابة تُعاد الآن في المحلات التجارية. إحدى هذه الجمل الشهيرة: "لماذا ينبغي أن نلتقي أنا وأردوغان؟ لشرب مشروبات باردة، على سبيل المثال؟" تزين الآن محلات العصائر في العاصمة، بجانب صورة لبشار الأسد.