
في كلمات قليلة
أفاد خبراء أمميون أن العنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب والاستعباد، يُستخدم بشكل منهجي كسلاح حرب في السودان. وأشاروا إلى قوات الدعم السريع كمرتكب رئيسي. ودعا الخبراء إلى تحرك دولي عاجل.
حذر خبراء تابعون للأمم المتحدة يوم الأربعاء من أن النساء والفتيات في السودان، الذي تمزقه الحرب، يواجهن انتهاكات واسعة النطاق ومنهجية لحقوقهن، تشمل الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي والقتل، وذلك بشكل رئيسي على يد القوات شبه العسكرية.
تشارك قوات الدعم السريع (RSF)، وهي جماعة شبه عسكرية، في قتال ضد الجيش السوداني منذ 15 أبريل 2023، وهو صراع خلف عشرات الآلاف من القتلى، وشرد أكثر من 13 مليون شخص، وتسبب في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
في سياق هذا العنف، تتعرض النساء والفتيات لخطر متزايد من الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي والاتجار بالبشر والزواج القسري، كما حذرت مجموعة من تسعة خبراء مستقلين تابعين للأمم المتحدة.
وقال الخبراء في بيان: "نشعر بقلق عميق إزاء الشهادات المروعة للعنف الجنسي وعمليات الاختطاف والقتل التي تستهدف النساء والأطفال، بما في ذلك في مخيمات النازحين، والتي تكشف عن حملة منهجية ووحشية ضد الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع السوداني". وأضافوا: "لا يزال العنف الجنسي يُستخدم بشكل منهجي كسلاح حرب في السودان".
وأشار الخبراء، ومن بينهم المقررون الخاصون المعنيون بالعنف ضد المرأة والفتاة، والعبودية المعاصرة، والاتجار بالبشر، إلى أنه تم توثيق ما لا يقل عن 330 حالة عنف جنسي مرتبط بالصراع منذ بداية العام.
وأكدوا أن العدد الحقيقي أعلى بكثير على الأرجح، مضيفين أن العديد من الضحايا الذين تعرضوا لصدمات قد أقدموا على الانتحار. وقالوا: "الناجيات يفكرن بشكل متزايد وبصراحة في الانتحار كوسيلة للهروب من أهوال الصراع المستمرة".
وأكد الخبراء، الذين كلفهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولكنهم لا يتحدثون باسم المنظمة، أن هذه "الشهادات المروعة توضح حجم أزمة الصحة العقلية التي تعاني منها النساء والفتيات". كما سلطوا الضوء على "نقص الوصول إلى الرعاية والدعم، بالإضافة إلى الإفلات من العقاب الذي يتمتع به الجناة، خاصة في المناطق التي انهارت فيها أنظمة المساعدة بالكامل".
وتطرق الخبراء أيضاً إلى تقارير عن زيادة حادة في حالات الاختفاء القسري في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حيث يُفترض أن العديد من النساء والفتيات تعرضن للاختطاف بهدف الاستعباد والاستغلال الجنسي. وأشار البيان إلى أن "الضحايا يتم اختطافهن من منازلهن أو الأسواق أو الملاجئ، في سياق انهيار أنظمة الحماية".
وقال الخبراء: "الحجم المروع للعنف الذي ما زالت النساء والفتيات يتعرضن له هو دليل مقلق على تدهور آليات الحماية خلال النزاعات، وتطبيع هذا العنف". ودعوا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لوقف هذه الدوامة.