
في كلمات قليلة
يشير الخبير جيل كيبل إلى أن الانهيار المحتمل لنظام الملالي في إيران سيكون حدثًا تاريخيًا على غرار سقوط الاتحاد السوفيتي. هذا التحليل يأتي في سياق الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران وتأثيره على النظام العالمي.
في تحليل عميق للأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، يرى الباحث الإسلامي البارز جيل كيبل أن الانهيار المحتمل لنظام الملالي في إيران سيكون نقطة تحول تاريخية تضاهي في أهميتها سقوط جدار برلين وما تلاه من تفكك للاتحاد السوفيتي.
عندما يُسأل عما إذا كانت الحرب بين إسرائيل وإيران تمثل نهاية عالم ما بعد عام 1989، يجيب كيبل بأن الشيوعية انهارت بعد سقوط جدار برلين، لكن الناتو استمر وتغير دوره من مواجهة حلف وارسو المندثر إلى ضمان تفوق "القوة العظمى" الأمريكية ونظام تحالفاتها. في العام التالي، دعت التحالفات التي تشكلت حول واشنطن لتحرير الكويت إلى إقامة "نظام عالمي جديد". بلغت هذه الرؤية ذروتها الفكرية مع نظرية فرانسيس فوكوياما الشهيرة عن "نهاية التاريخ"، التي توقعت انتشار النموذج السياسي الأمريكي عالميًا. لكن أحداث 11 سبتمبر 2001 كانت بمثابة تذكير قاسٍ بالواقع، مع ظهور نظرية "صراع الحضارات" لصمويل هنتنجتون.
تشهد المنطقة حاليًا تصعيدًا كبيرًا؛ فإسرائيل تشن سلسلة غارات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، وترد إيران بإطلاق موجة جديدة من الهجمات الصاروخية. هذا الصراع له تبعات عالمية. على سبيل المثال، تخشى القوة العالمية الثانية من اختفاء النظام الإيراني، الذي يعتبر شريكًا رئيسيًا في منطقة حيوية لأمنها الطاقوي.
على الصعيد الغربي، هناك انقسامات أيضًا. في الولايات المتحدة، يواجه دعم إسرائيل تحديات من بعض الجمهوريين الذين يفضلون عدم التدخل. وفي الوقت نفسه، ينسب نجاح العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل إلى عمل استخباراتي تحضيري طويل. تهدف إسرائيل من خلال استهداف برامج إيران النووية والبالستية إلى القضاء على تهديد يرى الغرب وجزء كبير من الدول العربية أنه عاجل. يعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تدخل أمريكي محتمل ضد طهران، لكن دعواته لحل دبلوماسي لا تجد صدى يذكر. حتى دونالد ترامب لم يحسم موقفه بشأن التدخل الأمريكي المحتمل.
تشير استطلاعات الرأي في أمريكا إلى أن الجمهور الأمريكي لا يزال يعتبر إيران تهديدًا، لكنه يميل الآن لتفضيل الدبلوماسية على استخدام القوة. وفي غضون ذلك، يأمل جزء كبير من الشتات الإيراني، رغم انقساماته الشديدة، في تغيير النظام.
موقع فوردو النووي تحت الأرض بالقرب من طهران، والذي ورد أنه لم يتضرر رغم القصف الإسرائيلي، يجسد حدود الحملة العسكرية ضد القدرات النووية للجمهورية الإسلامية.
يؤكد الخبراء أن الانهيار المحتمل لنظام الملالي في إيران يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جيوسياسية هائلة تضاهي التغييرات التي حدثت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.