في كلمات قليلة
يرى السفير السابق بيير أندريو أن روسيا أصبحت "شريكاً صغيراً" أو "تابعاً" للصين، على الرغم من دعوة البلدين لنظام عالمي غير غربي. هذا التطور يعيد تشكيل الديناميكيات الجيوسياسية في أوراسيا، بعيداً عن المساواة الظاهرية في الأهداف.
يشير بيير أندريو، السفير السابق والمتخصص في الشؤون الأوراسية، إلى تحول جوهري في العلاقات بين الصين وروسيا. فبينما تسعى كلتا الدولتين إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب يتجاوز الهيمنة الغربية وتُعيدان إحياء طموحاتهما الإمبراطورية، يؤكد أندريو أن نوايا العملاقين الأوراسيين ليست متطابقة.
وفقًا لتحليله، أصبحت روسيا بمثابة "شريك صغير" للصين، بل وربما "تابع" لها. هذا التحول يأتي في سياق تاريخي معقد. ففي فبراير 1950، وقعت جمهورية الصين الشعبية، التي أسسها ماو تسي تونغ، مع الاتحاد السوفييتي الستاليني "معاهدة صداقة وتحالف ومساعدة متبادلة". في ذلك الوقت، كانت الصين ضعيفة ومتخلفة، ووضعتها هذه المعاهدة في موقع "الأخ الأصغر" وتابعة سياسياً واقتصادياً للاتحاد السوفييتي القوي.
تُشير المصادر إلى أن الصينيين يحتفظون بذاكرة سيئة لهذه التجربة، حيث كان ماو يستاء من الخضوع لستالين، وقام بقطع العلاقات مع الاتحاد السوفييتي بعد وقت قصير من وفاة ستالين في عام 1953. لم يتم تجديد معاهدة التحالف عند انتهائها في عام 1980، وحلت محلها في عام 2001 "معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون" التي لا تتضمن أي تحالف عسكري. وعلى الرغم من تجديد هذا النص في عام 2021، مما أتاح بناء شراكة قوية تخدم المصالح المشتركة للبلدين، إلا أن أندريو يرى أن هناك تغيراً في موازين القوى لصالح بكين.