في كلمات قليلة
يؤكد أستاذ العلوم السياسية أوريليان كولسون أن أي "خطة سلام" تمنح روسيا حق النقض على مستقبل أوكرانيا هي استسلام، ويقارن تكتيكات الكرملين الحالية في التفاوض بالعقيدة السوفيتية لأندريه غروميكو، داعياً الغرب إلى الثبات.
حذر أوريليان كولسون، أستاذ العلوم السياسية، من أن أي "خطة سلام" تمنح موسكو حق النقض (الفيتو) على مستقبل أوكرانيا، تعتبر استسلاماً. في مقال له، يقارن كولسون بين إرث الاتحاد السوفيتي في مواقف فلاديمير بوتين والمفاوضات الهادفة لإنهاء الحرب، ويدعو الديمقراطيات الغربية إلى "الثبات".
يطفو شعور غريب بالتكرار حول المفاوضات المفترضة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ويؤكد كولسون أن النهج الحالي هو نتاج مخلص للعقيدة السوفيتية في المفاوضات الدبلوماسية، التي أسسها وطبقها أندريه غروميكو، وزير خارجية الاتحاد السوفيتي من 1957 إلى 1985، والذي اشتهر بلقب "السيد لا" (Monsieur Niet).
تتكون عقيدة التفاوض هذه من ثلاث مراحل رئيسية:
- مطالب قصوى: أولاً، صياغة مطالب قصوى، تفتقر إلى أي شرعية موضوعية، ويستحيل قبولها لأي طرف يحترم القانون الدولي. تشمل هذه المطالب: عودة الناتو إلى حدود عام 1997، إنكار سيادة أوكرانيا، واعتبار ضم الأراضي الروسية "غير قابل للتفاوض". هذه ليست مقترحات لفتح الحوار، بل هي صدمة أولية تهدف إلى تغيير إطار النقاش بأكمله، وهو ما تسميه نظريات التفاوض "تأثير الارتساء".
- موقف صارم للغاية: ثانياً، اعتماد موقف من الصلابة المطلقة. علنًا، لا يمكن تصور أي تنازلات. الحركات النادرة للانفتاح تُخصص وراء الكواليس، وتُمنح بعناية وتُستغل على الفور بأقصى سعر: اتفاق الحبوب المؤقت، تبادل الأسرى، استعادة جثث الجنود القتلى. يُقدم كل لفتة على أنها تضحية روسية كبيرة، ينبغي مكافأتها بتخفيف العقوبات أو الاعتراف الضمني بالمكاسب الإقليمية.
- الاعتماد على الوقت والانقسامات الغربية: وأخيراً، وهو الأهم، الاعتماد على عامل الوقت والانقسامات الغربية لتحقيق المكاسب. قال أندريه غروميكو في جوهره: "سيكون هناك دائماً شخص ما في الغرب يستسلم؛ يكفي الانتظار". في ذلك الوقت، كان يعول على الحركات السلمية والتنافرات داخل الغرب. اليوم، يستثمر فلاديمير بوتين في الاستقطاب السياسي: دعم القوى السياسية المتطرفة، ومحاولات التلاعب بالانتخابات في المعسكر الديمقراطي.
