في كلمات قليلة
بينما ينتخب الكرادلة البابا الجديد في الفاتيكان، تتنافس دارا خياطة شهيرتان على شرف تفصيل أول رداء بابوي. الدار التاريخية لم تحصل على الطلب هذه المرة، في حين أعدّ المنافس ملابس جاهزة، مما يجعل الأمر مسألة هيبة وشرف.
بينما ينعقد المجمع الكنسي (الكونكلاف) في الفاتيكان لانتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، تدور منافسة غير تقليدية خارج أسوار القصر الرسولي تتعلق بأول رداء سيرتديه البابا المنتخب. السؤال الأهم، إلى جانب هوية البابا القادم، هو: من سيفصل له أول رداء بابوي؟
عادة ما تتولى دار "غاماريللي" (Gammarelli) التاريخية، وهي الخياط الرسمي للفاتيكان منذ عام 1798 والمتخصصة في ملابس رجال الدين، مهمة تفصيل أول رداء أبيض يرتديه البابا علنًا بعد انتخابه. يتكون هذا الزي التقليدي من رداء أبيض (سوتان) مع عباءة قصيرة، وحزام حريري، وقلنسوة بابوية. يتم تحضير ثلاثة نسخ متطابقة من هذا الزي مقاسات مختلفة (صغير، متوسط، كبير)، نظراً لعدم معرفة المقاسات الدقيقة للبابا المستقبلي مسبقاً.
ولكن هذه المرة، لم تتلق دار "غاماريللي"، التي يديرها لورينزو غاماريللي (52 عامًا) مع أبناء عمومته منذ عام 2016، أي طلب رسمي من الفاتيكان. وأبلغ ممثلو الفاتيكان الدار أنهم سيتولون أمر الأزياء بأنفسهم. هذا قد يعني أن الطلب قد تم إسناده إلى خياط آخر، أو، وهو الأرجح، أنهم يعتزمون استخدام أحد الأزياء المصنوعة مسبقًا من المخزون غير المستخدم.
هذا الخبر لم يمر مرور الكرام على المنافس التقليدي لـ "غاماريللي"، دار "مانشينيللي" (Mancinelli)، التي تعمل في مجال الملابس الكنسية منذ عام 1962. لم تنتظر "مانشينيللي" طلبًا، بل قامت بتفصيل ثلاثة أطقم من الملابس البابوية بمقاسات مختلفة وتنوي إرسالها إلى الفاتيكان، سعيًا للاستفادة من هذا الوضع.
على الرغم من أن هذه المنافسة بين الخياطين قد تبدو طريفة، إلا أنها تمثل ضربة قوية لدار "غاماريللي". فصناعة أول رداء لبابا جديد تُعد شرفاً عظيماً وهيبة كبيرة. هذا الرداء المرموق هو الذي يرتديه رأس الكنيسة الكاثوليكية عندما يخاطب المؤمنين للمرة الأولى من شرفة كاتدرائية القديس بطرس.
بينما يتشاور الكرادلة في الكونكلاف حول مستقبل الكنيسة، يبقى الغموض يكتنف مسألة ما إذا كان أول رداء للبابا الجديد سيكون زيًا قديماً غير مستخدم أم من إبداع دار أخرى. سيتم الكشف عن الإجابة في يوم انتخاب البابا.
