في كلمات قليلة
بعد عقود قضاها في السجون الإسرائيلية، أُطلق سراح الكاتبين الفلسطينيين باسم خندقجي وناصر أبو سرور، لكنهما يواجهان المنفى القسري في القاهرة دون القدرة على العودة إلى وطنهم. تسلط قصتهما الضوء على تحديات التكيف مع الحرية بعد سنوات طويلة من الاعتقال.
أمضى الكاتبان الفلسطينيان باسم خندقجي (42 عاماً) وناصر أبو سرور (56 عاماً) أكثر من نصف حياتهما في السجون الإسرائيلية. وراء القضبان، وجدا في الكتابة منفذاً وسبيلاً للتعبير، لتصبح مهرباً لهما من قسوة الحبس.
في أكتوبر الماضي، ضمن إطار "خطة ترامب لغزة"، أُطلق سراح خندقجي وأبو سرور. لكن حريتهما المنتظرة طويلاً لم تكن كاملة، فقد حُكم عليهما بالنفي ويُحتجزان حالياً في القاهرة لعدم حيازتهما جوازات سفر. هذه الخطوات الأولى في عالم الحرية تركت في نفسيهما طعماً مريراً.
تختلف حياتهما خارج السجن بشكل جذري عن ماضيهما. حُكم على أبو سرور بالسجن المؤبد عام 1993 بتهمة القتل المزعوم لضابط مخابرات إسرائيلي. بينما حُكم على خندقجي بالسجن المؤبد عام 2004 بتهمة التورط المزعوم في هجوم بتل أبيب. يواجهان الآن عالماً جديداً مليئاً بالمعجزات التكنولوجية، مثل الهواتف الذكية، التي سمحت لهما برؤية وجوه أحبائهم للمرة الأولى منذ سنوات عديدة.
في بهو فندق "رينيسانس القاهرة ميراج سيتي" المزدحم، حيث تجمع الأسرى الفلسطينيون السابقون، تسود أجواء مختلطة من المشاعر. وسط السياح وموظفي الفندق، تبرز مجموعات من السجناء السابقين، الذين يكافح الكثير منهم للتكيف مع الواقع الجديد، ولم يستوعبوا بعد ملامح العالم المتغير.