
في كلمات قليلة
يواجه البحر الكاريبي موجة جديدة من طحالب السارجاسوم الضارة بالبيئة والاقتصاد. يؤكد الباحثون على أهمية استخدام الأقمار الصناعية والنمذجة بشكل أفضل لتحسين التنبؤ بموعد وصولها والمساعدة في مكافحتها.
تشهد منطقة البحر الكاريبي، وخاصة سواحل جوادلوب، موجة جديدة من وصول طحالب السارجاسوم بكميات هائلة. هذه الطحالب البنية التي تطفو في المحيط الأطلسي بأطنان هائلة، تمثل تهديداً خطيراً للبيئة والاقتصاد في المنطقة.
وفقاً لآخر نشرات التنبؤات، لا يزال الساحل الشرقي لجوادلوب في منطقة خطر مرتفع جداً لوصول هذه الطحالب. وعلى الرغم من هدوء قصير بين موجتين، فمن المتوقع وصول منتظم لكميات جديدة من السارجاسوم في الأيام القادمة. عادةً ما يكون شهرا مايو ويونيو هما الأسوأ للجزر الكاريبية، لكن المشكلة ليست محصورة فيها؛ حيث تقدر كمية هذه الطحالب البنية التي تطفو حالياً في المحيط بنحو 31 مليون طن.
أصبحت طحالب السارجاسوم آفة حقيقية تضرب سواحل غويانا الفرنسية، دول أمريكا الوسطى، خليج المكسيك، وكذلك دول غرب أفريقيا مثل كوت ديفوار وبنين وتوغو. غزو الشواطئ والموانئ بكميات كبيرة يخنق التنوع البيولوجي البحري ويضر بالاقتصادات المحلية التي تعتمد على السياحة والصيد.
نظراً للطبيعة الموسمية لهذه الظاهرة وتزايد حدتها، يؤكد باحثون على الأهمية القصوى لتعزيز أنظمة التنبؤ بوصول السارجاسوم إلى السواحل. يدعو العلماء إلى استخدام أفضل وتنسيق البيانات الواردة من الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى تطوير وتطبيق نماذج متقدمة لتتبع حركة هذه الطحالب. التنبؤ الدقيق سيمكن السلطات والمجتمعات المحلية من الاستعداد بشكل أفضل لوصول الطحالب وتنظيم جمعها قبل وصولها إلى الشاطئ، وبالتالي تقليل الأضرار.
على الرغم من أن الظاهرة موسمية وتؤثر بشكل أساسي على جوادلوب ومارتينيك وجزر كاريبية أخرى في الأشهر القادمة، فإن البحث عن طرق فعالة للمكافحة والتنبؤ باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل مراقبة الأقمار الصناعية والنمذجة، يعتبر أمراً حيوياً لحماية النظم البيئية الساحلية والاقتصاد الإقليمي.