
في كلمات قليلة
فريق مكون من 18 عالماً وفناناً بدأ المرحلة الثانية من تجربة "Deep Time"، حيث اعتزلوا في كهف بفرنسا. سيقضون حوالي أسبوعين في عزلة دون معلومات عن الوقت، لدراسة تأثير ذلك على التكيف، الدماغ، والإبداع.
بدأ 18 متطوعاً، يضمون علماء وفنانين، تجربة فريدة من نوعها تسمى "Deep Time II" (الزمن العميق الجزء الثاني). وقد اختاروا العزلة في كهف لومبريف بجنوب فرنسا، وتحديداً في منطقة أرييج، لقضاء ما يقارب الأسبوعين هناك بعيداً عن أي اتصال بالعالم الخارجي ودون أي معرفة بالوقت الفعلي.
الهدف من هذا المشروع الاستثنائي هو دراسة كيفية تأثير غياب المؤشرات الزمنية الخارجية على الدماغ، القدرة على التكيف، والعمليات الإبداعية لدى الإنسان. هذه الحملة الثانية من "Deep Time"، التي تأتي بعد أربع سنوات من الأولى، ستستمر حتى 27 يونيو الجاري.
فريق "Deep Time II" يتكون من عشرة فنانين وثمانية علماء سيقومون بمراقبة المشاركين. يُطلب من الفنانين خلال هذه العزلة إنشاء أعمال فنية دون أن يكون لديهم أي فكرة عن مرور الوقت. يؤكد المنظمون أن "الحياة خارج الزمن" تمنح شعوراً فريداً بالحرية وهي بيئة مواتية بشكل خاص للإبداع، كما أن التواجد في عمق الأرض يعزز هذا الشعور.
النسخة الأولى من تجربة "Deep Time" أقيمت في عام 2021، حيث قضى 15 شخصاً 40 يوماً في كهف لومبريف نفسه. كان الهدف الرئيسي حينها هو فهم كيفية تكيف الدماغ مع فقدان التزامن وما إذا كانت مجموعة بشرية تستطيع استعادة التزامن الوظيفي دون مرجعها الأساسي - الوقت. في تلك التجربة الأولى، لم يتواجد العلماء داخل الكهف مع المشاركين، بل أجروا الاختبارات قبل وبعد فترة العزلة.
في هذه النسخة الثانية، يربط الباحثون بين العلاقة بالوقت والإبداع الفني بشكل خاص. إنهم يدرسون أفعال وتصرفات المشاركين لتقييم تأثير الحياة خارج الجدول الزمني المعتاد. مفهوم تجربة "Deep Time"، الذي طوره المستكشف والباحث كريستيان كلو، مؤسس معهد التكيف البشري، ينطلق من فكرة أن الإنسان المعاصر غالباً ما يشعر بضيق الوقت والضغط الناتج عن كثرة المعلومات.
لاحظ كلوت في التجربة الأولى تمدداً في فترات اليقظة لدى المشاركين، وشعوراً بالحرية، وتطوراً في الإبداع مع مرور الوقت. تسعى "Deep Time II" إلى التحقق من هذه الملاحظات مرة أخرى، مانحة الفنانين فرصة فريدة للإبداع في ظروف غير مألوفة. ويرى كلوت أن مثل هذه المشاريع، التي تتجاوز المألوف، ضرورية في عالم اليوم الذي غالباً ما يشعر بالتوتر والتأثر الزائد بالمعلومات.