
في كلمات قليلة
زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إندونيسيا لتوقيع اتفاقيات تجارية ودفاعية كبرى، ومناقشة الوضع في غزة. أكد ماكرون على دعم فرنسا لحل الدولتين، بينما تواصل إندونيسيا اهتمامها بالقضية الفلسطينية.
أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة إلى إندونيسيا، الدولة التي تعتبر حليفاً محتملاً هاماً للاقتصاد والدبلوماسية الفرنسية. هدفت الزيارة إلى العاصمة جاكرتا لتوقيع حوالي أربعين عقداً واتفاقية تجارية جديدة، بالإضافة إلى دفع جهود فرنسا للتوصل إلى حل للصراع في غزة عبر تطبيق مبدأ حل الدولتين.
تعد هذه المحطة في إندونيسيا جزءاً من جولة الرئيس ماكرون في جنوب شرق آسيا. وصل الرئيس الفرنسي إلى جاكرتا حيث استقبل بمراسم رسمية فاخرة للغاية، مما يؤكد على أهمية هذه الزيارة الرسمية لإندونيسيا التي تستقبل زيارات من هذا النوع نادراً، وتسعى لترسيخ مكانتها كقوة إقليمية كبرى. إندونيسيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان المسلمين، وتولي اهتماماً بالغاً للقضايا الدولية.
التقى الرئيس ماكرون بنظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو. وعلى الرغم من ماضي سوبيانتو المثير للجدل كجنرال سابق اتُّهم بجرائم ضد ناشطين مؤيدين للديمقراطية، فإن الإليزيه يتبنى نهجاً براغماتياً، مشيداً برغبة الرئيس الإندونيسي في التعاون ويعتبر فرنسا «شريكه الأول» في مجال الدفاع. وقد استحوذت إندونيسيا بالفعل على 42 طائرة مقاتلة من طراز رافال، وهي الطائرة الفرنسية الأيقونية من مجموعة داسو. ويُتوقع توقيع حوالي أربعين عقداً واتفاقية تجارية إضافية خلال هذه الزيارة الرئاسية.
شكّلت الأزمة الإنسانية في غزة جزءاً أساسياً من جدول أعمال الزيارة. تعد إندونيسيا، باعتبارها أكبر دولة إسلامية، حساسة للغاية للوضع في غزة، والرأي العام فيها يتابع التطورات عن كثب. وقد أبدت إندونيسيا استعدادها لاستقبال لاجئين وجرحى من غزة، وتجدر الإشارة إلى أنها لا تعترف بدولة إسرائيل. في المقابل، أكد إيمانويل ماكرون على موقف فرنسا الداعم لحل الدولتين، والذي يعتبر موقفاً تاريخياً لفرنسا، وأشار إلى عزمه الدفاع عن هذا الموقف من جاكرتا. يهدف ماكرون إلى التحضير للمؤتمر الدولي المقرر عقده في نيويورك في يونيو. وأكد الرئيس الفرنسي على استعداد فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين، بشرط أن تعترف عدة دول أخرى بإسرائيل في المقابل. ومن المتوقع أن يجدد ماكرون التأكيد على هذا الموقف خلال خطاب سيلقيه حول الوضع الدولي أمام طلاب جامعيين.