ماكرون في زيارة دولة لموناكو: تعزيز التعاون واتفاقية جمركية جديدة وملف حماية المحيطات

ماكرون في زيارة دولة لموناكو: تعزيز التعاون واتفاقية جمركية جديدة وملف حماية المحيطات

في كلمات قليلة

قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأول زيارة دولة إلى موناكو منذ عام 1984. تركزت المباحثات مع الأمير ألبير الثاني على تعزيز العلاقات الثنائية، توقيع اتفاقية جمركية، والتعاون في مجال حماية المحيطات.


وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موناكو في زيارة دولة، حيث استقبله هو وزوجته بريجيت الأمير ألبير الثاني والأميرة شارلين. تُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس فرنسي منذ 41 عاماً، وتحديداً منذ زيارة فرانسوا ميتران في عام 1984. كان رؤساء سابقون مثل جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند قد زاروا الإمارة في 1997 و2008 و2013، لكن بمستوى بروتوكولي أقل.

يتضمن جدول أعمال زيارة إيمانويل ماكرون عقد اجتماع خاص مع الأمير ألبير الثاني، يليه عشاء دولة. كما سيزور الرئيس الفرنسي والأمير منشأة متخصصة في العلاج بمياه البحر وتوليد الطاقة الحرارية من البحر، بالإضافة إلى متحف علوم المحيطات في موناكو، قبل أن يتناولا الغداء مع زوجتيهما.

تعتبر إمارة موناكو، إحدى أصغر الدول ذات السيادة في العالم بعد الفاتيكان، مشهورة بعائلتها الأميرية وكازينوهاتها وفورمولا 1 ووضعها كـ "جنة ضريبية". تربط موناكو بفرنسا علاقات وثيقة ومستمرة في مجالات مثل البنوك والضرائب والجمارك، محكومة بمجموعة من الاتفاقيات. لعدم امتلاكها الموارد الكافية لإدارة شؤونها بالكامل، تعتمد الإمارة على فرنسا في ضمان أمنها، كما تقوم فرنسا بإعارة قضاة ومعلمين ومسؤولين رفيعي المستوى بشكل دائم إلى موناكو. تقليدياً، يُعهد منصب وزير الدولة (رئيس الحكومة) في موناكو لشخصية ترشحها فرنسا.

من المتوقع التوقيع على اتفاقية لتعزيز التعاون الجمركي الثنائي خلال الزيارة. يمثل هذا تحدياً معقداً، خاصة فيما يتعلق بتدفق الأموال النقدية، في ظل عدم وجود حدود مادية واضحة بين موناكو وفرنسا. كما ستكثف الحكومتان التعاون في "تبادل البيانات والمخالفات المرورية" التي يرتكبها مواطنو موناكو في فرنسا.

ملف حماية المحيطات سيكون أيضاً في صلب الزيارة، وهو موضوع يحظى باهتمام كبير من أمراء موناكو منذ فترة طويلة، بدءاً بالأمير رينييه وصولاً إلى الأمير ألبير الثاني. تأتي زيارة إيمانويل ماكرون إلى موناكو قبيل افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (Unoc3) الذي سيعقد في نيس. سيختتم الرئيس الفرنسي والأمير ألبير منتدى حول الاقتصاد الأزرق والتمويل في موناكو، المدمج ضمن برنامج الأمم المتحدة، بهدف الجمع بين رواد الأعمال في الأنشطة المستدامة المرتبطة بالمحيط وكبار الفاعلين الماليين، لإظهار أن مصلحة الكوكب يمكن أن تتوافق مع مصالح المستثمرين. واعترافاً بالتزام الإمارة بحماية المحيطات، حرص ماكرون على ربط زيارته بمؤتمر Unoc3، حيث تم اختيار نيس كموقع للمؤتمر بالتنسيق بين الأمير ألبير والرئيس ماكرون، مع الأخذ في الاعتبار أهمية موناكو في هذا المجال.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.