
في كلمات قليلة
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الاتحاد الأوروبي يفتقر للإطار القانوني لمصادرة الأصول الروسية المجمدة بقيمة 235 مليار يورو. ومع ذلك، يتم استخدام الفوائد الناتجة عن هذه الأصول لتمويل المساعدة المقدمة لأوكرانيا.
لا يزال مصير الأصول الروسية التي تم تجميدها في أوروبا يمثل نقطة نقاش رئيسية ضمن حزمة العقوبات المفروضة على موسكو. تقدر قيمة هذه الأصول التي تم تجميدها في مختلف الدول الأوروبية بنحو 235 مليار يورو.
وفي تعليق على هذا الملف، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لا يوجد حالياً "إطار قانوني" يسمح بالاستيلاء الكامل على هذه الأصول. وفي حديث تلفزيوني، أوضح ماكرون أنه رغم عدم إمكانية المصادرة، فإن العوائد الناتجة عن هذه الأصول يتم استغلالها بالفعل.
قال ماكرون: "هذا الرأسمال يدر فوائد كل شهر، ونحن نستخدمها". وأشار إلى أن هذه الفوائد توجه لتمويل المساعدات المقدمة لأوكرانيا. وبهذه الطريقة، وجدت الدول الأوروبية وسيلة للاستفادة المالية من الأموال الروسية المجمدة دون اللجوء إلى مصادرتها بشكل مباشر، وهو ما تعتبره السلطات الفرنسية يتطلب حلاً قانونياً أكثر تعقيداً.
تتألف الأصول المجمدة بشكل أساسي من أموال سيادية. الجزء الأكبر منها، حوالي 210 مليارات يورو، يعود إلى البنك المركزي الروسي. وتُحتفظ بهذه الأصول بشكل رئيسي لدى مؤسسة الإيداع والتسوية الدولية "يوروكلير" (Euroclear) ومقرها في بروكسل ببلجيكا.
بالإضافة إلى الأصول الحكومية، تم تجميد حوالي 24.9 مليار يورو من أصول مملوكة لأفراد وكيانات روسية خاضعة للعقوبات الأوروبية. تشمل هذه الأصول حسابات بنكية، أسهم، وسندات تخص مواطنين روسيين ومنظمات معاقبة. من بين هؤلاء شخصيات بارزة مثل الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، بالإضافة إلى رجال أعمال مقربين من السلطة وشركات تعمل في قطاعات مختلفة كالدفاع، تكنولوجيا المعلومات، النقل، والطاقة.
إلى جانب الأصول المالية، شمل التجميد عقارات وممتلكات أخرى في دول الاتحاد الأوروبي تعود ملكيتها لأشخاص خاضعين للعقوبات. في هذه الحالات، لا يزال بإمكان المالكين استخدام الممتلكات (كالإقامة في المنازل)، لكنهم ممنوعون من بيعها أو تأجيرها لتحقيق دخل. من الأمثلة على هذه الممتلكات يخوت فاخرة (مثل يخت A في إيطاليا) وعقارات متعددة في فرنسا، منها فيلات فخمة على الريفييرا الفرنسية مثل قصر "لا كرواه" التابع لرومان أبراموفيتش، بالإضافة إلى فنادق وشقق في مناطق أخرى.
باختصار، يواصل الاتحاد الأوروبي تجميد كمية كبيرة من الأصول الروسية كإجراء ضغط اقتصادي، مع استخدام الفوائد الناتجة عنها فقط لدعم أوكرانيا، ريثما يتم تطوير أو العثور على الإطار القانوني اللازم لاتخاذ خطوات أكثر حسماً بشأن الأصول نفسها.