مآسي المدارس في فرنسا: عائلة طالبة قُتلت تعلق على حادثة طعن مميتة جديدة

مآسي المدارس في فرنسا: عائلة طالبة قُتلت تعلق على حادثة طعن مميتة جديدة

في كلمات قليلة

علقت عائلة الطالبة التي قُتلت في نانت بفرنسا على حادثة طعن مميتة جديدة وقعت في مدرسة أخرى، مؤكدة على الحاجة الماسة لدعم الصحة النفسية للمراهقين ومعالجة قضايا الشباب.


أثار هجوم مميت جديد في مؤسسة تعليمية بفرنسا صدى مؤلماً لدى عائلة فتاة قُتلت في حادث مماثل قبل شهر ونصف.

يوم الثلاثاء، العاشر من يونيو، قُتلت مراقبة طعناً في كلية بمدينة نوغون (إقليم أوت مارن). هذه المأساة تعكس حادثة مقتل لورين البالغة من العمر 16 عاماً، التي تعرضت لـ 57 طعنة في مدرستها الثانوية بنانت في 24 أبريل على يد مراهق يبلغ من العمر 15 عاماً. وأسفر الهجوم الأول أيضاً عن إصابة ثلاثة طلاب آخرين.

وفي رسالة مقتضبة، قالت عائلة لورين: «للأسف، هذا يؤكد لنا مرة أخرى ضرورة إحداث تغيير». ونشرت العائلة رسالتها على صفحة لجمع التبرعات لدعم المساعدة النفسية للأطفال، والتي تجاوزت الآن 58 ألف يورو.

ترى عائلة لورين أن المأساة الجديدة، التي «خلفت عائلة أخرى منكوبة، ومراهقين وفريقاً تعليمياً مصدومين»، تثبت «نقص الدعم للشباب في مجال الصحة النفسية فيما يتعلق بالوقاية والكشف والعلاج في فرنسا». ويعتقدون أن «الحاجة للدعم النفسي واضحة وملحة».

في حالة هجوم نانت، فإن المراهق جستن بي.، الذي أصاب أيضاً ثلاثة شباب آخرين، يعاني من اضطرابات نفسية خطيرة. وقبل ارتكاب جريمته، زار المراهق، الذي وُصف بأنه انطوائي ومفتون بشخصيات معينة، مركزاً للدعم الشبابي في نانت عدة مرات. في يوم المأساة، تم إيقافه لكن تم نقله لاحقاً إلى مستشفى للأمراض النفسية حيث لا يزال حتى الآن.

أما كوينتن جي.، الذي ارتكب الهجوم في نوغون، فقد وُضع رهن الاحتجاز الاحتياطي ووجهت إليه تهمة «القتل ضد شخص مكلف بمهمة خدمة عامة». وخلال التحقيق، صرح بأنه أراد قتل «أي» مراقبة، وفقاً لما ذكره المدعي العام لمدينة شومون، دني ديفالوا، الذي وصف المراهق بأنه «بلا شفقة»، «مفتون بالعنف» و«فاقد للبوصلة». ومع ذلك، قال المدعي العام إنه لم يظهر «أي علامات تشير إلى اضطراب عقلي محتمل». في بيان أُرسل إلى وكالة فرانس برس، أعلن أنطوان شاتو، محامي المتهم، عن اختلافه مع «بعض التصريحات التي أدلى بها» المدعي العام، مؤكداً على ضرورة إجراء فحوصات نفسية وعقلية دقيقة.

هاتان الحادثتان هزتا فرنسا بأكملها وأعادتا طرح النقاش حول سبل تعزيز الأمن في المدارس. فقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو عن تأييده لتجربة استخدام بوابات أمنية للكشف عن الأسلحة عند مداخل المؤسسات التعليمية. وقال إن ذلك سيساعد على «نشر فكرة لدى جميع الطلاب وأولياء أمورهم بأن حمل السكاكين ممنوع، لأنه خطير، بما في ذلك على من يحملها».

هذه الفكرة ليست جديدة وتثير جدلاً. ففي شهر مايو، عارض مدير مدرسة نوتر دام دي توت إيد بنانت، مسرح المأساة الأولى، فكرة البوابات الأمنية في رسالة على LinkedIn. قال بيير كابيلير: «بالتأكيد ليست بوابات الأمن هي التي ستبني عالماً أكثر أماناً. إنها القيم التي ننقلها كل يوم: الاحترام، الأخوة، الاستماع، التضامن، المشاركة، المسؤولية، الحياة…». وأضاف أن دور البالغين هو أن «نقدم لشبابنا قدوات كريمة وصلبة، لتشجيعهم على بناء أنفسهم بشكل سليم». ويُشار إلى أن من بين المسارات الأخرى التي تبحثها الحكومة أيضاً مسألة الإشراف على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون 15 عاماً، والمتابعة النفسية للشباب.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.