
في كلمات قليلة
تقرير حديث في فرنسا يكشف عن ارتفاع في الأعمال العنصرية ويقدم مفهوم "العبء العنصري" لوصف التوتر واليقظة الدائمة التي يعيشها ضحايا التمييز.
كشف تقرير حديث صادر عن اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان في فرنسا عن ارتفاع مقلق في عدد الأعمال العنصرية خلال عام 2024. يوضح التقرير أن العنصرية اليومية، التي غالباً ما تكون "لا واعية" و"خبيثة"، تؤثر على "جميع جوانب" المجتمع. ويستخدم التقرير مصطلحاً جديداً نسبياً في السياق الفرنسي هو: "العبء العنصري".
نشأ هذا المصطلح في الولايات المتحدة قبل أكثر من 20 عاماً، وبدأ ينتشر الآن في فرنسا. يشير مفهوم "العبء العنصري" إلى حالة اليقظة المفرطة التي تدفع الأشخاص الذين يقعون ضحايا للتمييز إلى العيش في حالة ترقب مستمر ومُرهِق لأي عدوان أو ملاحظة عنصرية. هذا العبء المستمر يؤدي في النهاية إلى تغيير سلوك الأشخاص المتضررين، الذين يبدأون، دون أن يدركوا ذلك بالضرورة، في التخطيط لعناصر حياتهم باستمرار لتوقع العنصرية أو تجنبها، مثل محاولة تفتيح لون بشرتهم أو شعرهم.
يبدأ هذا "العبء العنصري" مبكراً جداً، منذ الطفولة، حيث يتعرض الأطفال من أصول مهاجرة للتمييز. على سبيل المثال، تضاعفت الأعمال العنصرية والمعادية للسامية ثلاث مرات في المدارس العام الماضي، مع تسجيل أكثر من 3600 حالة. وتعترف السلطات بأن هذه الظاهرة مقللة من شأنها وتفلت من الإحصاءات الرسمية.
إلى قائمة التمييز المتكرر الذي يصعب حصره، يمكن إضافة النكات السيئة والملاحظات التي تمثل "اعتداءات صغيرة" (micro-aggressions)، كما يذكر التقرير. ومن الأمثلة على ذلك سؤال شخص: "من أين أنت حقاً؟" هذا النوع من العنصرية الخفية، وأحياناً غير الواعية، يؤثر على المدى الطويل على الأشخاص الذين يتعرضون لها.
على الرغم من قلة الدراسات حول هذا الموضوع في فرنسا، فقد أظهرت دراسات دولية أن له تأثيراً كبيراً، بما في ذلك على الشباب. على سبيل المثال، تشير دراسة مذكورة في التقرير إلى أن المراهقين الذين يتعرضون للتمييز بانتظام لديهم مستوى إجهاد عام أعلى، مما يسبب لهم المزيد من الصداع أو حتى ارتفاع ضغط الدم.
أما بالنسبة للصحة النفسية، فالنتائج متنوعة وهامة بغض النظر عن العمر. يمكن أن تتراوح من تدني احترام الذات إلى الاكتئاب أو حتى اضطرابات الأكل. ما هو مؤكد هو أنها ظاهرة كبيرة: وفقاً للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (Insee)، أكثر من نصف ضحايا التمييز بسبب لون البشرة أو الأصول أو الدين يؤكدون أن ذلك كان له عواقب نفسية "مهمة إلى حد ما" أو "مهمة جداً".