محاكمة في بوردو: "الخوف" يخيّم على شهود مقتل مراهق في حي أوبيير

تتواصل في مدينة بوردو الفرنسية محاكمة المتهمين بمقتل ليونيل سيس، المراهق البالغ من العمر 16 عاماً، والذي لقي مصرعه في يناير 2021 خلال تبادل إطلاق نار مرتبط بحرب بين الأحياء. وخلال الجلسات، عبر الشهود بشكل واضح عن مخاوفهم من التعرض لأعمال انتقامية.

شاب يبلغ من العمر 22 عاماً، وهو صديق المراهق القتيل، أدلى بشهادته في المحكمة قائلاً: "أنا هنا من أجل ليونيل". وروى كيف احتاج "الكثير من الوقت للمضي قدماً وإعادة بناء نفسه" بعد وفاة "ليونيل الصغير". في البداية، رفض الإدلاء بشهادته "خوفاً من الانتقام"، لكنه وافق في النهاية "ليأخذ العدل مجراه". والجدير بالذكر أن هذا الشاهد كان هو نفسه ضحية اعتداء وقع في ديسمبر 2020، وادعى أنه تعرض للضرب على الرأس من قبل اثنين من المتهمين الحاليين.

شهود آخرون أكدوا مخاوفهم. رجل يبلغ من العمر 39 عاماً، كان قد صور جزءاً من أحداث 2 يناير 2021 بهاتفه، طلب الإدلاء بشهادته عبر الفيديو عن بعد، قائلاً إنه يشعر "بالتوتر". أما رجل آخر، يبلغ من العمر 28 عاماً، أدلى بشهادته أيضاً عبر الفيديو، فصرح قائلاً: "هناك حقائق لن أقولها". ورفضت سيدتان بشكل قاطع الشهادة أمام المحكمة، مؤكدتين أنهما تعرضتا "للتخويف" و"التهديدات".

كما تم الاستماع إلى الشقيق الأكبر لاثنين من المتهمين؛ أحدهما متهم بالقتل والآخر بالمشاركة في عصابة إجرامية بهدف الإعداد لجريمة. أكد الشقيق أنه قضى فترة بعد الظهر يوم وقوع الأحداث مع شقيقيه، ثم المساء والليل مع المتهم بالقتل، محاولاً بذلك توفير حجة غياب لهما.

من بين المتهمين الثمانية في هذه القضية، يحاكم ثلاثة منهم بتهمة قتل ليونيل سيس، بالإضافة إلى محاولات قتل أخرى وقعت في يناير 2021 وديسمبر 2020. ينكر جميع المتهمين الوقائع المنسوبة إليهم. يواجه بعضهم عقوبة السجن المؤبد. ومن المتوقع صدور الحكم في 23 مايو.

وفي وقت سابق من الأسبوع، وقع شجار داخل المحكمة يوم الاثنين بعد انتهاء اليوم الأول من الجلسات، بين شباب من الحيين المتنافسين، مما يسلط الضوء على الأجواء المشحونة المحيطة بالقضية.