
في كلمات قليلة
بدأت محاكمة مزارع خمور فرنسي في ريمس بتهمة الاحتيال الواسع عبر إنتاج وبيع مئات الآلاف من زجاجات الشمبانيا المزيفة. القضية تتضمن خسائر بملايين اليوروهات وتكشف عن تفاصيل صادمة وقضايا أخرى للمتهم.
بدأت في مدينة ريمس الفرنسية محاكمة مزارع خمور يبلغ من العمر 56 عامًا، متهم بإنتاج وبيع كميات هائلة من الشمبانيا المزيفة. تدور الاتهامات حول تصنيع مشروب كان يُباع تحت اسم الشمبانيا الشهير، لكنه كان يُنتج في منشأته بمنطقة آيسن باستخدام نبيذ رخيص من إسبانيا وأرديش مع إضافة نكهات وغاز ثاني أكسيد الكربون.
تكشف التحقيقات عن حجم هائل لعملية الاحتيال؛ حيث يُقدر إنتاج الزجاجات المزيفة بنحو 800 ألف زجاجة أو أكثر بين عامي 2022 و2023. تفجرت القضية في صيف 2023 بعد أن قدمت مديرة أحد مواقع الإنتاج الثانوية للمتهم بلاغًا للسلطات.
اعترف المتهم خلال الجلسة بارتكاب «أخطاء فادحة جدًا»، لكنه قلّل من حجم الإنتاج، مشيرًا إلى «500 ألف إلى 600 ألف» زجاجة، «ربما أكثر قليلاً». أكد أنه لم يسعَ لتحقيق الثراء من وراء ذلك، بل زعم أنه تصرف بهذه الطريقة للوفاء بعقد مع شركة Scapest، وهي مركز مشتريات لسلسلة متاجر Leclerc، مدعيًا أنها كانت تمارس عليه «ضغطًا كبيرًا».
من جانبها، قالت شركة Scapest إنها اشترت 200 ألف زجاجة في عام 2022، مما تسبب في خسارة تقدر بـ 1.5 مليون يورو. لكن محامي الشركة أشار إلى أن هذه الخسارة هي فقط «الجزء الصغير من القضية». بسبب نقص إمكانية التتبع في مقر الشركة المتهمة، يُعتقد أنه تم إنتاج شمبانيا مزيفة تحت حوالي مائة علامة تجارية أخرى، بالإضافة إلى العلامة التجارية الرئيسية للمتهم، مما يجعل تحديد العدد الدقيق للزجاجات المباعة في فرنسا وخارجها «مستحيلاً للأسف» بسبب وجود «محاسبة احتيالية بالكامل».
رفض المتهم تحمل المسؤولية بمفرده، مؤكدًا أن «الجميع كان على علم، والجميع شارك، والجميع كان يتقاضى رواتب ضخمة والجميع استفاد». وجه اتهامات قوية بشكل خاص للموظفة السابقة التي كشفت القضية، زاعمًا أنها كانت تحاول ابتزازه.
ردت الموظفة، التي تشارك في المحاكمة كطرف مدني، بأنها قررت التحدث بعد أن علمت أن المتهم كان يعتزم السفر إلى المغرب «لتبييض الأموال والاختباء هناك»، وأنها لم تستطع ترك زملائها بمفردهم. أشارت إلى أنها تعرضت لـ «تهديدات وانتقامات» بعد ذلك. ورغم أن محاكم العمل رفضت منحها صفة مُبلغة عن المخالفات مرتين، إلا أنها ستطعن على قرار فصلها في نوفمبر المقبل.
زوجة المتهم، البالغة من العمر 56 عامًا والتي تُحاكم بجانبه، أقرت بالمشاركة في الاحتيال لكنها أكدت أنها لم توافق عليه، وقالت: «كنت محاصرة، كنت خائفة». الزوجان يؤكدان أنهما في مرحلة الطلاق حاليًا.
الجزء المتعلق بالجمارك في القضية، الخاص بتصدير الشمبانيا المزيفة، تم تأجيله إلى 3 فبراير 2026. يواجه المتهم، بالإضافة إلى تهم الاحتيال واغتصاب تسمية المنشأ وإساءة استخدام ممتلكات الشركة، إجراءات قانونية أخرى بشأن اتهامات بالاعتداءات الجنسية قدمتها عدة موظفات سابقات، خمس منهن رفعن شكاوى. كما سُجن لعدة أشهر في المغرب عام 2024 في قضية شيكات بدون رصيد، وذلك بينما كان يحاول بدء أعمال جديدة في ذلك البلد في مجال إنتاج الفواكه والخضروات والاستثمار في مطعم.