محكمة النقض الفرنسية تبحث في "قضايا باردة": قرار مرتقب حول قانون التقادم في قضية اختفاء تعود لـ 36 عاماً

محكمة النقض الفرنسية تبحث في "قضايا باردة": قرار مرتقب حول قانون التقادم في قضية اختفاء تعود لـ 36 عاماً

في كلمات قليلة

ستنظر محكمة النقض الفرنسية في 3 سبتمبر في مسألة التقادم المتعلقة بقضية قتل تعود لعام 1986. سيحدد قرار المحكمة في قضية ماري تيريز بونفانتي متى تبدأ فترة التقادم للجرائم "المخفية" وقد يؤثر على قضايا "باردة" أخرى لم تحل.


من المقرر أن تنظر محكمة النقض الفرنسية، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد، في 3 سبتمبر المقبل، في طعن يتعلق بمسألة التقادم في قضية اختفاء ماري تيريز بونفانتي، التي وقعت قبل 36 عاماً في منطقة إيزير. قد يكون لقرار المحكمة الموقر، الذي يُنتظر صدوره في الخريف، تداعيات مباشرة على العديد من "القضايا الباردة" الأخرى التي مر عليها قانون التقادم أو محل نزاع.

ماري تيريز بونفانتي، البالغة من العمر 25 عاماً وأم لطفلين، اختفت في 22 مايو 1986 أثناء توزيعها الصحف في بونشارا (إيزير). كان إيف شاتان، الذي كان يعيش في الجوار، قد وُضِع قيد الاشتباه ثم أُطلق سراحه. توقف التحقيق في القضية عام 1987، وأُغلق الملف رسمياً في عام 1989.

لكن القضية عادت إلى الواجهة في مايو 2022 مع توقيف شاتان مرة أخرى. واعترف في النهاية بأنه خنق ماري تيريز بونفانتي وأخفى جثتها.

وُجِهت لشاتان (60 عاماً) تهمة الاختطاف والاحتجاز والقتل، وتم إيداعه السجن. إلا أنه أُطلِق سراحه تحت الرقابة القضائية منذ ديسمبر 2023، بسبب شكوك حول تطبيق قانون التقادم على الأفعال المرتكبة.

يؤكد دفاع شاتان أن فترة التقادم – التي كانت عشر سنوات للقتل وقت وقوع الجريمة – قد انقضت منذ زمن طويل. بينما يرى الأستاذ برنار بوللو، محامي عائلة الضحية، أن العد التنازلي يجب أن يبدأ من لحظة الاعتراف في عام 2022 وليس من لحظة القتل في عام 1986، لأن الشابة كانت تعتبر في السابق مجرد مفقودة.

في نوفمبر 2022، وافقت دائرة التحقيق في محكمة الاستئناف في غرونوبل على هذا الموقف، معتبرة أن الجريمة كانت "مخفية" (occulte) لأنه لم يكن هناك جثة ولا مسرح جريمة قبل عام 2022. لكن محكمة النقض نقضت هذا القرار بعد عام، معتبرة أن محكمة الاستئناف أخطأت، وأن غياب الجثة ليس عائقاً أمام إظهار الحقيقة.

أُحِيل الملف بعد ذلك إلى دائرة التحقيق في محكمة الاستئناف في ليون، التي لم تتبع قرار محكمة النقض. في حكمها الصادر في ديسمبر 2024، الذي وُصف بأنه "حكم تمرد"، اعتبر القضاة أن جريمة القتل لم تسقط بالتقادم لأن تاريخ الوفاة غير معروف. خلال الجلسة، أعرب المدعي العام عن أسفه لعدم إمكانية مقاضاة إيف شاتان ببساطة "لأنه كان يتمتع بالذكاء أو الخبث لإخفاء جثة" الشابة. هذا هو القرار الذي ستنظر فيه محكمة النقض في 3 سبتمبر.

القرار الذي ستصدره محكمة النقض في الخريف يُعتبر ذا أهمية قصوى وقد يشكل سابقة قانونية تؤثر على كيفية التعامل مع قانون التقادم في العديد من "القضايا الباردة" الأخرى التي ظلت دون حل لعقود.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.