
في كلمات قليلة
قضت محكمة استئناف في طوكيو بإلغاء غرامة كبيرة كانت مفروضة على مسؤولين سابقين بشركة تشغيل محطة فوكوشيما النووية. كانت الغرامة البالغة 84 مليار يورو جزءًا من دعوى مدنية رفعها مساهمون بعد حادث عام 2011.
قضت محكمة استئناف طوكيو، يوم الجمعة 6 يونيو، بإلغاء غرامة ضخمة بلغت 84 مليار يورو (حوالي 22 تريليون ين ياباني) كانت مفروضة على أربعة مديرين تنفيذيين سابقين لشركة Tokyo Electric Power Company (Tepco)، مشغلة محطة فوكوشيما دايتشي النووية التي تعرضت لحادث.
وكان هؤلاء المسؤولون الأربعة قد أدينوا في عام 2022 ضمن دعوى مدنية رفعها مساهمو شركة تيبكو، وحُكم عليهم بدفع هذا المبلغ بسبب ما اعتُبر نقصاً في الإجراءات الوقائية قبل وقوع الكارثة النووية التي تسبب بها زلزال وتسونامي عام 2011. وجادل المدّعون بأن الكارثة كان يمكن تجنبها لو أن الإدارة أخذت الأبحاث المتاحة في الاعتبار ونفذت تدابير وقائية، مثل تثبيت مصدر طاقة طوارئ في مكان مرتفع.
لكن المتهمين دافعوا عن أنفسهم بالقول إن المخاطر كانت غير قابلة للتنبؤ، وأن الدراسات التي استشهد بها المدّعون لم تكن موثوقة. وأيدت المحكمة هذا الرأي، حيث ذكرت في قرارها الصادر الجمعة أنه "لا يمكن اعتبار أن المتهمين كانت لديهم القدرة على التنبؤ بهذا الزلزال".
أثار قرار المحكمة استياءً واسعاً بين المدّعين وممثلي المتضررين. وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام يابانية مدّعين يحملون لافتات تدعو إلى تحميل المسؤولية والمطالبة بغرامة أكبر تصل إلى ما يعادل 147 مليار يورو. كُتب على إحدى اللافتات: "تحملوا مسؤولية الحادث النووي في فوكوشيما!". وصرح هيرويوكي كاواي، أحد محامي المدّعين، خلال مؤتمر صحفي بأن قرار اليوم "سيؤدي إلى حوادث نووية خطيرة في المستقبل".
كانت الغرامة المفروضة في البداية تهدف إلى تغطية تكاليف الشركة المتعلقة بتفكيك المفاعلات النووية، وتعويض السكان المتضررين، وعمليات تطهير المناطق الملوثة بالإشعاع.
يُذكر أن حادث محطة فوكوشيما النووية في مارس 2011، الذي تبع زلزال وتسونامي مدمرين، هو أسوأ كارثة نووية في العالم منذ حادث تشيرنوبيل عام 1986. وبينما تسبب الزلزال والتسونامي في مقتل حوالي 18,500 شخص بشكل مباشر، فإن الكارثة النووية نفسها لم تسفر عن وفيات فورية. إلا أن الآلاف من الوفيات اللاحقة اعترفت بها السلطات اليابانية على أنها "مرتبطة بالكارثة" بسبب تدهور الظروف المعيشية للعديد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من المنطقة.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن القضاء الياباني كان قد أكد في مارس الماضي تبرئة اثنين من المسؤولين التنفيذيين السابقين الآخرين في تيبكو، كانا متهمين بالإهمال المهني في القضية الجنائية الوحيدة المرتبطة بالحادث.