
في كلمات قليلة
نجا طفل في الثانية من عمره بأعجوبة من سقوط من الطابق الخامس عشر في ولاية ماريلاند الأمريكية بعد أن هبط على شجيرة. يؤكد الأطباء استقرار حالته، بينما يفسر الخبراء الفيزيائيون والجراحون العوامل التي جعلت هذا البقاء على قيد الحياة ممكناً.
شهدت ولاية ماريلاند الأمريكية حادثة مذهلة لا تصدق، حيث نجا طفل يبلغ من العمر عامين بأعجوبة من سقوط قاتل من الطابق الخامس عشر من مبنى سكني شاهق. وقع الحادث في مجمع "إنكليف أبارتمينتس" السكني بمنطقة وايت أوك في مقاطعة مونتغمري.
تلقت الشرطة وخدمات الطوارئ بلاغاً عن سقوط طفل بعد ظهر يوم الخميس الموافق 15 مايو. هرعت فرق الإنقاذ إلى المكان وقدمت الإسعافات الأولية للطفل الصغير قبل نقله بسرعة إلى أقرب مستشفى. وتشير التقارير الأولية إلى أن الطفل أصيب بكسر في الساق وعدة إصابات داخلية، لكن الأطباء أكدوا أن حياته ليست في خطر، واصفين حالته بالمعجزة.
أكدت شرطة مقاطعة مونتغمري الحادثة، موضحة أن الطفل، لحسن الحظ، سقط على شجيرة كانت أسفل المبنى، مما ساهم بشكل كبير في امتصاص صدمة السقوط وإنقاذ حياته. التحقيقات جارية لتحديد ملابسات الحادث الكاملة، ولم توجه أي اتهامات جنائية حتى الآن.
يسعى الخبراء لفهم كيف تمكن الطفل من النجاة من مثل هذا السقوط. البروفيسورة أنيت هوسوي، المتخصصة في فيزياء السقوط من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أشارت إلى أن "الأهم ليس السقوط بحد ذاته، بل كيفية الهبوط". وأوضحت أن وزن الطفل الخفيف كان عاملاً حاسماً، حيث بلغت سرعة سقوطه التقديرية حوالي 65 كم/ساعة عند وصوله إلى الشجيرة، مقارنة بنحو 95 كم/ساعة يمكن أن يصل إليها شخص بالغ. وقد امتصت الشجيرة جزءاً كبيراً من طاقة الحركة.
وأضاف الدكتور جوشوا أبزوغ، جراح عظام الأطفال في المركز الطبي بجامعة ماريلاند، أن الأغصان القوية للشجيرة، رغم قصرها (حوالي متر واحد)، تضررت وتكسرت، مما وجه قوة الارتطام بعيداً وحال دون إصابات خطيرة في العظام والأعضاء الداخلية للطفل. كما يرجح أن رد فعل الطفل الغريزي، بمحاولة تصويب جسده ومد يديه كما لو كان سيتعثر، ربما أثر على زاوية وسرعة الهبوط.
اعتبر العديد من الشهود، وحتى أحد الخبراء الذين أدلوا بتصريحات، أن ما حدث هو "معجزة" و"رحمة إلهية"، نظراً لتضافر مجموعة نادرة من الظروف التي أدت إلى نجاة الطفل من سقوط كان يمكن أن يكون مميتاً.