
في كلمات قليلة
سجلت التبرعات الخيرية في فرنسا في عام 2024 نمواً بنسبة 1.9% فقط، وهو أدنى مستوى منذ عقدين، متأثرة بالوضع الاقتصادي والتضخم. تواجه الجمعيات تحديات مالية وتسعى لتطوير طرق جمع التبرعات لمواجهة هذا التباطؤ.
تعبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية في فرنسا عن قلقها البالغ إزاء الوضع المالي. فقد سجل عام 2024 أضعف نمو في حجم التبرعات منذ 20 عاماً، بنسبة 1.9% فقط مقارنة بعام 2023، وهو ما يقل عن معدل التضخم في البلاد الذي بلغ 2% في نفس العام. هذه الزيادة الضئيلة لا تغطي التكاليف المتزايدة التي تواجهها هذه المنظمات.
يكشف تحليل للاتجاهات أن هناك تحولاً: التبرعات التي تتم عبر الاقتطاع المصرفي المباشر (الاشتراكات الدورية) آخذة في النمو، لكن التبرعات الفردية لمرة واحدة (التي غالباً ما تأتي من كبار السن) تشهد ركوداً. تواجه الجمعيات صعوبة في جذب الفئات العمرية الشابة (35-55 عاماً)، بينما يظل الأشخاص دون 25 عاماً وفوق 60 عاماً أكثر مساهمة. يبلغ متوسط عمر المتبرعين حالياً 62 عاماً، ومن الصعب خفض هذا المتوسط. يُعزى التباطؤ في النمو إلى حد كبير إلى حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي والجغرافي التي سادت عام 2024. هذه الظروف دفعت الأسر إلى توخي الحذر في إنفاقها، حيث أصبحت الأولوية لتغطية الفواتير الأساسية على حساب التبرعات الخيرية.
على الرغم من أن النصف الأول من عام 2024 شهد نمواً مشجعاً في التبرعات (+3.1%)، إلا أن النصف الثاني سجل تباطؤاً حاداً (+1%)، وتحديداً الربع الأخير الذي يعتبر حاسماً للجمعيات. أظهر شهر نوفمبر انخفاضاً قوياً (-3.1%)، في حين بالكاد حافظ شهر ديسمبر على مستواه (-0.3%)، مما يثير مخاوف جدية بشأن بداية عام 2025.
تؤكد البيانات الأولية لعام 2025 هذا الاتجاه السلبي، حيث لوحظ تراجع طفيف في المبالغ المجمعة وانخفاض في عدد المتبرعين. مع تزايد عدد الطلبات من مختلف المنظمات، يبدو أن المتبرعين أصبحوا أكثر انتقائية، ويفضلون دعم القضايا التي تهمهم بشكل مباشر. استمرت التبرعات الصغيرة (أقل من 150 يورو) في الانخفاض (-3.6% في 2024)، لتشكل لأول مرة أقل من 40% من إجمالي التبرعات، بينما ظلت التبرعات الكبيرة (أكثر من 10,000 يورو) ثابتة تقريباً (-0.3%).
لمواجهة هذه التحديات، تسعى الجمعيات لابتكار طرق جديدة لجمع التبرعات. فقد تراجعت فعالية القنوات التقليدية (مثل البريد والهاتف). برزت الأدوات الرقمية كحل حيوي، حيث نمت التبرعات عبر الإنترنت بشكل ملحوظ (+8.4% في 2024) وشكلت 33% من التبرعات لمرة واحدة، وأثبتت كفاءتها بشكل خاص في حالات الطوارئ. من الاستراتيجيات الأخرى المتبعة: جمع التبرعات في الشوارع لتشجيع الاشتراكات الشهرية، إشراك الشركات (مثل التبرع بأيام الإجازة من قبل الموظفين)، تطوير الشراكات مع القطاع الخاص، وتشجيع التبرعات عبر الوصايا والتأمين على الحياة. ورغم أهمية تنظيم الفعاليات والتواصل المستمر، تخشى المنظمات من إغراق المتبرعين المحتملين بالكثير من المعلومات، مما قد يؤثر سلباً على رغبتهم في تقديم المساعدة.