
في كلمات قليلة
في مأساة هزت النمسا، قام شاب يبلغ من العمر 21 عاماً يدعى آرثر أ. بفتح النار في مدرسة بمدينة غراتس، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص قبل أن ينتحر. التحقيقات جارية لكشف ملابسات الجريمة ودوافعها المحتملة.
تتواصل التحقيقات في النمسا بشأن حادث إطلاق النار المأساوي الذي وقع في إحدى المدارس بمدينة غراتس، وأسفر عن مقتل عشرة أشخاص. منفذ الهجوم، شاب يدعى آرثر أ. ويبلغ من العمر 21 عاماً، أنهى حياته بعد ارتكاب الجريمة.
تشير المعلومات الأولية إلى أن الشاب كان طالباً سابقاً في المدرسة التي شهدت المأساة، لكنه لم يكمل دراسته الثانوية ولم يحصل على الشهادة. لقد شكل هذا الحادث صدمة كبيرة في النمسا، التي تعتبر من أكثر دول العالم أماناً. تعمل الشرطة في غراتس على كشف المزيد من التفاصيل حول هوية مطلق النار.
لم يتم العثور على أي حسابات تعود لآرثر أ. على شبكات التواصل الاجتماعي. بعد أن قتل عشرة أشخاص، من بينهم تسعة تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً، حاصر نفسه في دورة مياه بالمدرسة وانتحر.
ينحدر آرثر أ. من محيط غراتس، ثاني أكبر مدينة نمساوية والواقعة على بعد 200 كم جنوب فيينا. لم يكن معروفاً لدى الشرطة قبل الحادث. المدرسة الثانوية التي شهدت الهجوم تستقبل نحو 400 طالب وطالبة تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً. وفقاً للشرطة النمساوية، ترك آرثر أ. دراسته قبل إكمالها وبالتالي لم يتخرج أبداً.
كما تبين أن آرثر أ. كان مسجلاً في خدمة طلبات العمل النمساوية كشخص عاطل عن العمل. رجّح بعض أصدقائه أن يكون دافع الهجوم هو الانتقام من المدرسة. ويذكر أنه اقتحم فصله الدراسي السابق تحديداً، حيث أطلق النار على عدة طلاب كانوا بداخله.
خلال تفتيش منزل المهاجم المفترض، عثرت السلطات على رسالة تفسيرية، ذكر فيها أنه كان ضحية للتنمر. كما ترك شريط فيديو موجه لوالديه يودعهما فيه. وفقاً لبعض المصادر، أعلن في هذا الفيديو عن جريمته التي ارتكبها «بكامل إرادته». يُزعم أن والدته شاهدت الفيديو بعد 24 دقيقة من استلامه واتصلت بالشرطة فوراً، لكن المذبحة كانت قد بدأت بالفعل.
في بيان علني، أفادت وزارة الداخلية النمساوية بأنه تم ضبط سلاحين ناريين في مسرح الجريمة: مسدس من نوع جلوك وبندقية صيد. كان لدى آرثر أ. تصريح يسمح له بحيازة الأسلحة النارية. في النمسا، لا يمكن شراء الأسلحة اليدوية مثل المسدسات أو الأسلحة شبه الآلية إلا بعد بلوغ سن 21 عاماً، ويجب تبرير شرائها. ذكرت الصحافة النمساوية أيضاً أنه تم العثور على قنبلة يدوية الصنع في منزله، لكنها لم تكن صالحة للاستخدام.
تم جمع بعض الشهادات من قبل جيران آرثر أ. في ضاحية غراتس حيث كان يعيش مع والدته. وصفته إحدى الجارات بأنه شاب «منعزل تماماً». قالت: «كان يرتدي سماعاته الكبيرة وحقيبة الظهر في كل مرة يدخل ويخرج. لم يكن يلقي التحية، لكنه لم يكن يوماً مزعجاً». أخرى أقرت بأنها لم تسمع قط «كلمة بصوت عالٍ قادمة من الشقة»، والتي كانت تقع في الطابق الأرضي من المبنى. مع استمرار إعادة تمثيل الأحداث في مدرسة غراتس صباح الأربعاء، من المتوقع أن تتضح تدريجياً التفاصيل الدقيقة لهذا الهجوم وشخصية المهاجم.