
في كلمات قليلة
قُتل المراهق إلياس، 14 عاماً، بوحشية في باريس خلال محاولة سرقة باستخدام الساطور. أعرب والده عن صدمته الشديدة، مؤكداً أن ابنه لم يكن لديه أي فرصة للنجاة، وانتقد بشدة السلطات بسبب إطلاق سراح المهاجمين ذوي السوابق الإجرامية رغم خطورتهم.
لا تزال المأساة التي وقعت في 27 يناير الماضي، بالقرب من المركز الرياضي جول نويل في الدائرة الرابعة عشرة بباريس، حيث قُتل إلياس البالغ من العمر 14 عاماً، تهزّ فرنسا. لقي المراهق مصرعه متأثراً بجراح أصيب بها جراء هجوم بالساطور من قبل شخصين حاولا سرقة هاتفه بعد انتهائه من تدريب كرة القدم.
والد إلياس، وفي تصريحات مؤثرة لإذاعة RTL، عبر عن غضبه وألمه العميقين. وصف الهجوم بأنه عنف "لا سبب له ومجاني تماماً". وتساءل: "كيف يمكن لهؤلاء الأفراد أن يصلوا إلى هذا الحد؟"، مضيفاً: "بالنسبة لي، لم يتركوا لإلياس حقاً أي فرصة للبقاء على قيد الحياة".
المشتبه بهما في الجريمة، وهما مراهقان يبلغان من العمر 16 و 17 عاماً، تم اعتقالهما وتوجيه الاتهام إليهما وإيداعهما السجن أثناء سير التحقيقات. اتضح أن كلا الشابين كانا معروفين جيداً لدى الشرطة ولديهما سجل إجرامي سابق. أحدهما كان قد خضع لإجراءات تعليمية في ديسمبر 2023 بسبب قضايا سرقة وابتزاز. علاوة على ذلك، وفي وقت ارتكاب الجريمة، كان الشابان ممنوعين من التواصل مع بعضهما البعض بسبب تورطهما المشترك في قضية سرقة عنيفة.
وانتقد والد إلياس النظام القضائي والسلطات، معرباً عن استيائه ودهشته. قال: "أريد أن أفهم لماذا يُترك أفراد بهذه الخطورة في المجتمع دون أي مراقبة". وأشار إلى ما وصفه بـ "غياب واضح للحس السليم" الذي لم يمنع المجرمين الشابين من الالتقاء ومحاولة سرقة وقتل ابنه. واعتبر أن "كل شيء لم يتم لضمان أقصى درجات الأمان لجميع أولياء الأمور في فرنسا"، معتبراً هذا "الخلل" في النظام صادماً له.
والدة إلياس كانت قد تحدثت سابقاً عن المأساة، معربة عن انتظارها لإجابات من السلطات والمتهمين. ويشدد الوالدان على "إحساسهما العميق بالواجب" في الحديث عن المجتمع المحيط بهما. قالت الأم: "ابننا مات، ونحن نريد حماية الأحياء، إيقاظ الضمائر. لا يمكن لشبابنا أن يموتوا قتلاً على يد برابرة مسلحين بالساطور، لا يمكن السماح باستمرار هذه الأفعال".