
في كلمات قليلة
شهدت مدرسة فرنسية حادثة قتل حيث قام طالب بقتل مشرفة تربوية. يعرب التربويون في فرنسا عن قلقهم الشديد والخوف من تزايد العنف في المؤسسات التعليمية وتطبيع هذه الظاهرة.
شهدت مدرسة فرنسية في مقاطعة هوت مارن حادثة مأساوية. ففي يوم الثلاثاء، قام طالب يبلغ من العمر 14 عاماً بالاعتداء على ميلاني، 31 عاماً، وهي أم لطفل صغير وتعمل مشرفة تربوية في كلية مدينة نوجان. توفيت المرأة متأثرةً بجراحها بعد تعرضها لطعنات.
أعادت هذه المأساة فوراً إلى الأذهان حوادث قتل سابقة طالت معلمين في فرنسا داخل مؤسسات تعليمية، مثل صامويل باتي ودومينيك برنار. بالنسبة للكثيرين في قطاع التعليم، لم تعد مثل هذه الحالات تثير الصدمة بالقدر نفسه. وفقاً لفاليري ريالاند، معلمة بخبرة 25 عاماً وسياسية، فإن الصدمة الأولية قد تلاشت وحل محلها الاعتياد - وهو ما قد يكون أسوأ. تقول ريالاند: «مأساة اليوم ليست فقط في أن طالباً يمكن أن يقتل»، مضيفةً، «بل في أن لا أحد أصبح يتفاجأ بذلك بعد الآن».
في غرفة المعلمين، لم يعد السؤال هو «كيف حدث هذا؟»، بل أصبح «من هو التالي؟». يشعر المعلمون بقلق عميق إزاء تزايد العنف. تصف ريالاند الوضع حيث يفقد الطلاب القدرة على التعبير عن أفكارهم بالكلمات، ويلجؤون إلى الإهانات، ثم «ينهارون» بسبب غياب المبادئ التوجيهية. وفي المقابل، غالباً ما يتهم الآباء المعلمين بدلاً من الاعتذار، ويعتبرون أنهم «يبالغون» عند تذكير الطلاب بالقواعد.
يعتقد العديد من المتخصصين أن بوابات الأمن أو الاستشارات المتعلقة بالصحة النفسية لن تكون كافية لوقف الانجراف المروع للأسلحة والعنف والمخدرات والمواد الإباحية، التي يبدو أنها غزت فضاء وعقول الأطفال والمراهقين.