
في كلمات قليلة
تنظر محكمة الاستئناف الإدارية في تولوز بفرنسا في طلب الدولة استئناف أعمال بناء طريق A69 السريع، والتي توقفت في فبراير الماضي. المشروع يواجه معارضة قوية بسبب قضايا بيئية ومصلحة عامة. من المتوقع صدور قرار المحكمة قبل نهاية مايو الجاري.
تستمر المعركة القضائية المحتدمة حول مشروع بناء طريق A69 السريع المثير للجدل بين مدينتي تولوز وكاستر في جنوب غرب فرنسا. نظرت محكمة الاستئناف الإدارية في تولوز يوم الأربعاء في طلب مقدم من الدولة يهدف إلى استئناف أعمال البناء التي توقفت منذ نهاية فبراير الماضي.
كانت المحكمة الإدارية قد أمرت بوقف أعمال بناء هذا الجزء من الطريق البالغ طوله 55 كيلومتراً في 27 فبراير. تركزت المناقشات أمام محكمة الاستئناف على تحديد ما إذا كان هناك ما يُعرف بـ "السبب القاهر ذي المصلحة العامة الكبرى" - وهو مصطلح قانوني يسمح بإلحاق ضرر بالأنواع المحمية من أجل تنفيذ مشاريع مثل بناء الطرق السريعة.
المحكمة الإدارية الابتدائية رأت سابقاً أن هذا السبب القاهر غير موجود، ومن ثم قررت وقف الأعمال. إلا أن القاضي المقرر في محكمة الاستئناف، وهو قاضٍ مستقل غالباً ما تتبع المحاكم الإدارية رأيه، قدّر يوم الأربعاء أن قضاة المحكمة الابتدائية قد أخطأوا. وأبدى رأيه مؤيداً لاستئناف أعمال البناء.
يرى القاضي المقرر أن المصلحة العامة في مشروع A69 مدعومة من قبل الهيئات المحلية، بما في ذلك منطقة أوكسيتاني، ومقاطعة تارن، وتجمع كاستر-مازاميه. هذه الجهات تدّعي أن المنطقة معزولة وتعاني من عدم المساواة مع جيرانها مثل ألبي ومونوبان، اللتين تتمتعان باتصال مباشر عبر الطريق السريع مع تولوز.
يتم دحض هذه الحجة من قبل محامي نحو خمس عشرة جمعية معارضة للطريق السريع. ويشيرون إلى أن المنطقة تشهد تطوراً جيداً وتزايداً في عدد السكان وخلق فرص عمل دون الحاجة إلى هذا الطريق. وقد وصف بعض المعارضين الطريق بأنه "طريق للرفاهية"، مخصص بشكل أساسي لتسهيل تنقل الأطباء والعاملين في المختبر المحلي الذين يعيشون في تولوز.
مسألة أخرى نوقشت كانت تتعلق بالخسائر المالية لشركات الطرق السريعة بسبب توقف الأعمال. هذه الشركات تقدر خسائرها بالملايين، وربما عشرات الملايين من اليورو. بينما اعتبر القاضي المقرر هذه الأرقام مبالغاً فيها، إلا أنه أيّد موقف الشركات معتبراً أن استئناف الأعمال مبرر. من جانبهم، قال محامو الجمعيات إن شركة الامتياز Atosca وشركتها الأم يمكنهما تحمل هذه التكاليف الإضافية دون مشكلة، خاصة وأن القرار النهائي بشأن المشروع، مهما كان، لن يصدر قبل بداية عام 2026.
أوضح رئيس المحكمة أن قرار محكمة الاستئناف الإدارية بشأن طلب وقف تنفيذ حكم المحكمة الابتدائية لن يصدر قبل يوم الأربعاء الموافق 28 مايو. ومع ذلك، لن يكون هذا نهاية المسلسل، حيث من المتوقع أن يتم عرض ما يسمى بـ "قانون المصادقة" الذي أقره مجلس الشيوخ بأغلبية كبيرة، على الجمعية الوطنية في 3 يونيو، ويهدف هذا القانون إلى المصادقة على مشروع طريق A69 السريع.