
في كلمات قليلة
شاهد نائب بلدي في مدينة رين الفرنسية هجوماً مسلحاً أسفر عن سقوط ضحايا. وانتقد بشدة السلطات المحلية لتقاعسها في مواجهة تزايد العنف وتجارة المخدرات في المدينة.
روى شارل كومبانيون، وهو عضو معارض في المجلس البلدي لمدينة رين الفرنسية، الصدمة التي مر بها بعد أن وجد نفسه في قلب هجوم مسلح وقع في المدينة. وبحسب شهادته، وقع الحادث في 17 أبريل الماضي بينما كان يحتسي القهوة مع زميل له في أحد أحياء رين.
قال كومبانيون واصفاً تجربته المروعة: "فتح ثلاثة رجال النار. سقط ثلاثة شباب. بقيتُ على الأرض، أنتظر الرصاصة التي ستنهي حياتي. لكنها لم تأتِ". وأكد أن الموقف الذي عاشه كان يمكن أن يكلف حياة أي شخص، وأن أعمال العنف هذه لم تعد استثناءً، بل ترسخت بقوة في مدننا.
ووصف النائب ما حدث بأنه ليس مجرد حادث جنائي، بل حقيقة سياسية. وأشار إلى أن العنف اليوم لا يعرف حدوداً، ويضرب في وضح النهار بالقرب من المدارس والمتاجر والمرافق العامة، على مرأى ومسمع من المواطنين العاديين. والآن يطال العنف المسؤولين المنتخبين أنفسهم عندما يختارون التواجد في الأحياء والتواصل مع السكان.
صرح كومبانيون بأن سلطات مدينة رين تتجاهل منذ سنوات التحذيرات بشأن تزايد الجريمة. وأوضح أن المدينة شهدت ترسيخاً لتجارة المخدرات، وأن العصابات تتسلح، وتصبح عمليات إطلاق النار أمراً شائعاً، مما يحول بعض الأحياء إلى "مناطق خارجة عن القانون".
وفقاً لكومبانيون، تُظهر بلدية رين تقاعساً أو تتخذ خطوات بسيطة جداً. وعلى الرغم من التصريحات حول "إدراك المشكلة"، لا تتبعها أفعال حقيقية. تتنصل السلطات من المسؤولية وتلقيها على الدولة، وتتحدث فقط عن الوقاية كحل وحيد، وترفض استخدام الأدوات الفعالة لمكافحة الجريمة التي تُطبق بنجاح في مدن أخرى، بما في ذلك تلك التي تحكمها أحزاب يسارية.
ينتقد كومبانيون نهج الإدارة البلدية، التي يصفها بأنها "يسارية إيديولوجية" تتمسك بآراء قديمة. ويقول إنهم يتحدثون عن الوقاية وينسون سلطة القانون، وينكرون واقع المشاكل ويعتبرونها مجرد "تصورات اجتماعية".
يعتبر النائب أن القول بأن مراهقاً منغمساً بالفعل في شبكة إجرامية سيتردد بين الاتجار بالمخدرات أو الذهاب إلى المسرح أو ممارسة الرياضة هو أمر غير جاد. واستشهد بحملة البلدية الأخيرة ضد المخدرات تحت شعار "وظائف، رياضات، خروجات... في رين دائماً هناك ما هو أفضل للقيام به!"، واصفاً إياها بأنها محاولة لوضع علامة وإراحة الضمير، وهو أسوأ من عدم القيام بأي شيء.
يؤمن كومبانيون بأن المدن تحتاج إلى خطوات ملموسة لضمان الأمن، مثل المراقبة بالفيديو، والتعاون مع السلطات القضائية، وتجهيز ودعم الشرطة البلدية، ووضع استراتيجية محلية واضحة. وضرب مثالاً بمدينتي كان ومونبلييه، حيث تتعاون السلطات بنشاط مع الدولة في مجال الأمن.
أكد النائب أنه لا يمكن للعُمَد الاختباء خلف الدولة، ولا يمكن للدولة تجاهل دور البلديات. ف الأمن، كما يقول، يُبنى على المستوى المحلي، بالتعاون مع السكان والجمعيات والعاملين الاجتماعيين والمربين وقوات إنفاذ القانون. ودعا إلى التخلي عن القوالب الإيديولوجية وتوفير موارد إضافية لضمان الأمن العام والعدالة المحلية.
اختتم شارل كومبانيون قائلاً: "الاتجار بالمخدرات يقتل. يقتل أطفالنا، يقتل شوارعنا، يقتل قدرتنا على العيش المشترك. وأحياناً يقتل عشوائياً، بلا منطق، بلا هدف، كما كان يمكن أن يقتلني ويقتل كل من كانوا يشربون القهوة بهدوء في ذلك اليوم".