نداء 18 يونيو: كواليس الخطاب التاريخي لشارل ديغول من لندن

نداء 18 يونيو: كواليس الخطاب التاريخي لشارل ديغول من لندن

في كلمات قليلة

يتناول المقال كواليس نداء 18 يونيو 1940 التاريخي، حيث وجه الجنرال ديغول خطابه إلى الفرنسيين من لندن عبر بي بي سي. يسلط الضوء على دور امرأتين، إليزابيث دي ميريبيل وإليزابيث باركر، في المساعدة في إعداد وبث هذا الحدث المحوري في تاريخ المقاومة الفرنسية.


لندن، 18 يونيو 1940. في خضم الأحداث الدرامية التي شهدت فرنسا وهي على وشك الهزيمة الكاملة، انبعث صوت أمل ومقاومة. من استوديوهات هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في لندن، وجّه الجنرال شارل ديغول نداءه الشهير إلى أبناء وطنه لمواصلة الكفاح ضد المحتل النازي. هذه اللحظة التاريخية، التي شكلت نقطة انطلاق المقاومة الفرنسية، لا تزال تحمل تفاصيل غير معروفة كشف عنها شهود عيان.

في يونيو 1940، كان يتواجد في لندن نحو سبعمائة فرنسي في مهام مختلفة، بالإضافة إلى العاملين الدائمين في السفارة والقنصلية. كان من بينهم جنود تم إجلاؤهم من دنكيرك، كثير منهم مصابون. كان الجو مشحوناً بالتوتر بسبب الهزيمة الأخيرة على الجبهة.

في ذلك اليوم الحاسم، كان هناك امرأتان تحملان اسم إليزابيث في لندن لعبتا دوراً هاماً في إعداد وبث النداء. إليزابيث دي ميريبيل، الفرنسية، أصبحت في ذلك اليوم سكرتيرة الجنرال ديغول واستمرت في منصبها حتى نهاية الحرب. وتتذكر أنها هي من قامت بطباعة نص الخطاب التاريخي، مضيفة بابتسامة أنها فعلت ذلك بإصبعين فقط.

الشخصية الرئيسية الأخرى كانت إليزابيث باركر من طاقم بي بي سي. كانت مسؤولة عن استقبال الجنرال لدى وصوله إلى الإذاعة ومرافقته إلى الاستوديو الذي سيتوجه منه بالخطاب إلى فرنسا. كان دورها ضمان وصول ديغول بسلاسة إلى البث في تلك اللحظة الحرجة.

ذكريات هاتين المرأتين، التي نُشرت بعد سنوات طويلة، تسمح لنا بإلقاء نظرة خلف كواليس أحد أهم الأحداث في تاريخ فرنسا والحرب العالمية الثانية. نداء 18 يونيو، الذي أصبح رمزاً للإرادة التي لا تلين في المقاومة، لم يصدر بفضل عزيمة الجنرال ديغول فحسب، بل أيضاً بفضل عمل أولئك الذين كانوا بجانبه في ذلك اليوم التاريخي في لندن.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.