نهاية الوضع النووي القائم في إيران: ضربات أمريكية وإسرائيلية تعيد تشكيل توازنات الشرق الأوسط

نهاية الوضع النووي القائم في إيران: ضربات أمريكية وإسرائيلية تعيد تشكيل توازنات الشرق الأوسط

في كلمات قليلة

بعد الضربات الإسرائيلية، شنت القوات الأمريكية سلسلة هجمات على مواقع نووية إيرانية، ما يمثل نهاية للوضع الراهن النووي الطويل الأمد في طهران. هذه التطورات تعيد رسم المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط وتثير مخاوف من تصعيد واسع وردود فعل إيرانية محتملة.


يمثل انتهاء حالة الجمود النووي الإيراني التي استمرت سنوات، بعد سلسلة من الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل، بداية حقبة جديدة غير مؤكدة في الشرق الأوسط. تعمل الغارات الأمريكية، التي جاءت عقب الضربات الإسرائيلية على منشآت البرنامج النووي الإيراني، على إعادة رسم توازنات القوى الجيوسياسية في المنطقة.

انقسمت ردود الأفعال حول هذه التطورات: فالبعض يرى أنها ستؤدي إلى الأسوأ، والبعض الآخر يتوقع الأفضل. أولئك الذين يتنبأون بـ"الأسوأ" يحذرون من أن فرض الديمقراطية بالقوة العسكرية نادراً ما ينجح، ويخشون من رد فعل إيراني عنيف. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي استهداف إيران لأهداف أمريكية في المنطقة، مثل قطر أو البحرين أو العراق أو المملكة العربية السعودية، إلى توريط واشنطن، التي قالت إن تدخلها محدود من حيث الأهداف والمدة، في صراع عسكري أوسع.

وكانت هناك تقارير سابقة تفيد بأن الرئيس دونالد ترامب صرح بأنه إذا لم تعد إيران إلى مفاوضات السلام، فإن الضربات القادمة ستكون "أكبر بكثير وأسهل".

ووفقًا لبعض المعلومات، هناك "جدل حاد" داخل البنتاغون الأمريكي حول ضمان نجاح عملية عسكرية ضد المواقع الإيرانية المدفونة عميقاً تحت الأرض، على عمق يصل إلى 90 متراً. ويُقال إن استخدام السلاح النووي التكتيكي، الذي ذكره بعض المسؤولين العسكريين سابقاً، قد تم استبعاده من قبل الرئيس ترامب.

في الوقت نفسه، أشارت معلومات إلى أن إسرائيل تواجه نقصاً في صواريخ الاعتراض من طراز "آرو" (Arrow)، وهي الأنظمة الوحيدة القادرة على تدمير الصواريخ الباليستية الإيرانية بفعالية.

وفي سياق متصل، ظهر رضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران، في مقطع فيديو نشره على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن لديه "خطة" لتحويل البلاد إلى دولة ديمقراطية ودعا المرشد الأعلى علي خامنئي إلى التنحي.

يذكر أن الولايات المتحدة شنت يوم الأحد غارة واسعة النطاق استهدفت ثلاثة مواقع رئيسية للبرنامج النووي الإيراني: في فوردو، وناتانز، وأصفهان. واستخدمت القوات الأمريكية أربع عشرة قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، والتي تم إلقاؤها بواسطة قاذفات استراتيجية من طراز B-2 Spirit أقلعت من قاعدة في ميزوري.

وعلى الرغم من أن المجتمع المدني الإيراني كان مستاءً إلى حد كبير لسنوات من الجمهورية الإسلامية وسعيها نحو امتلاك السلاح النووي، إلا أن المدنيين يخشون العواقب الوخيمة للضربات الأمريكية.

الموقف الرسمي للسياسة الفرنسية ظل معتدلاً نسبياً، حيث دعت الحكومة إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط. ومع ذلك، تشهد فرنسا انقساماً حاداً في ردود الفعل الداخلية، تتراوح بين الدعم غير المشروط والإدانة المطلقة للتدخل الأمريكي في إيران.

وفي واشنطن، أثارت قصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية من قبل القوات الأمريكية يوم السبت 21 يونيو، دون تصويت مسبق في الكونغرس، استياءً في الأوساط الديمقراطية والجمهورية على حد سواء.

ويقوم محللون، بينهم الدكتور عباس ميلاني، مدير دراسات إيران في جامعة ستانفورد، بتحليل تداعيات الضربات الإسرائيلية والأمريكية على إيران والمنطقة ككل.

في حال قررت طهران الانتقام بشكل شامل رداً على الهجمات، فقد تُجبر الميليشيات الشيعية التي تعمل بالوكالة لإيران على الحدود الإسرائيلية (في إشارة إلى حزب الله) على المشاركة في القتال.

تعزز السلطات في الدول الأوروبية إجراءات اليقظة الأمنية. وفي فرنسا، على سبيل المثال، يتم التذكير بأن نظام الملالي سبق أن حاول تنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي الفرنسية.

ردت إيران صباح الأحد بوابل من نحو أربعين صاروخاً. ومع ذلك، يرى خبراء أن قرار الرئيس ترامب يؤكد فعلياً صحة استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بأكملها.

استخدام قاذفات B-2 Spirit، وهي الطائرات الوحيدة القادرة على حمل قنابل GBU-57، يؤكد جدية النوايا الأمريكية وقدرتها على ضرب حتى أعمق المنشآت تحت الأرض في إيران.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.