نجاح غير متوقع: الآلاف من الشباب يشاركون في رحلة الحج الكاثوليكية إلى شارتر بفرنسا

نجاح غير متوقع: الآلاف من الشباب يشاركون في رحلة الحج الكاثوليكية إلى شارتر بفرنسا

في كلمات قليلة

رحلة الحج السنوية إلى كاتدرائية شارتر في فرنسا تشهد إقبالاً متزايداً، خاصة من الشباب الكاثوليكي. بدأ الحج بعدد قليل وأصبح يجمع الآلاف، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا النمو.


تتوجه آلاف الأقدام نحو كاتدرائية نوتردام دي شارتر الشهيرة، ضمن قافلة المشاركين في رحلة الحج المسيحية السنوية التي تُقام في فرنسا، والتي تشهد ازدهاراً ملحوظاً عاماً بعد عام.

الحدث، الذي بدأ عام 1983 بـ 500 مشارك فقط، من المتوقع أن يجمع 19 ألف حاج في عام 2025 خلال نسخته الثالثة والأربعين. تنطلق الرحلة من باريس وتغطي مسافة تناهز 100 كيلومتر عبر الريف الفرنسي.

هذا الحج يثير الاهتمام ليس فقط بسبب حجمه المتزايد، بل أيضاً بسبب تركيبته السكانية. على الرغم من المشقة الجسدية للطريق – المشي لمسافات طويلة، والمبيت في مخيمات بدائية، وتناول طعام بسيط – يتزايد عدد الراغبين في الانضمام باستمرار، مسجلاً نمواً سنوياً يقارب 8% على مدى السنوات العشر الماضية. والأكثر إثارة للدهشة هو أن متوسط عمر الحجاج لا يتجاوز 20 عاماً.

يتبع الشباب المشاركون، وكثير منهم يسيرون حاملين المسابح، أشكالاً تقليدية جداً من العبادة. تشمل الرحلة صلوات باللغة اللاتينية واستخدام طقوس تعود لما قبل المجمع الفاتيكاني الثاني. هذا التمسك بالتقاليد في العالم المعاصر يطرح تساؤلات.

ظاهرة هذا النمو ومشاركة الشباب في حدث ديني تقليدي ومتطلب تبدو غامضة في ظل اتجاهات العلمنة العامة في الدول الأوروبية. تتطلب هذه الرحلة ليس فقط القدرة على التحمل الجسدي، بل أيضاً التزاماً شخصياً عميقاً وتضحية بالذات، وهو ما يبدو أنه يلقى صدى لدى جيل جديد من الكاثوليك في فرنسا.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.