
في كلمات قليلة
علّق برلمان نيوزيلندا عضوية ثلاثة نواب من شعب الماوري بعد أدائهم رقصة الهاكا كاحتجاج على قوانين تتعلق بحقوق السكان الأصليين. هذا الإجراء غير المسبوق أثار جدلاً واسعاً في البلاد.
شهد البرلمان النيوزيلندي واقعة مثيرة للجدل أسفرت عن تعليق عضوية ثلاثة نواب من حزب الماوري (Te Pati Maori). جاء هذا الإجراء بعد أن قام النواب بأداء رقصة "الهاكا" التقليدية داخل قاعة البرلمان.
وقعت الحادثة خلال نقاش حاد حول مشروع قانون يهدف إلى إعادة تفسير مبادئ معاهدة وايتانغي. هذه المعاهدة، التي أبرمت عام 1840، وضعت البلاد تحت سلطة التاج البريطاني، لكن مبادئها استُخدمت منذ الثمانينيات كأساس لإجراءات تهدف إلى معالجة مظالم الاستعمار ودعم حقوق السكان الأصليين، خاصة شعب الماوري.
وفقًا للتقارير، في 29 نوفمبر 2023، بينما كان البرلمان يناقش مشروع القانون، قامت النائبة هنا-راويتي مايبي-كلارك (22 عامًا) بتمزيق نسختها من مشروع القانون ثم بدأت في أداء رقصة الهاكا. انضم إليها بعد ذلك الرئيسان المشاركان لحزبها، راويري وايتيتي وديبي نغاريوا-باكر. الهاكا هي رقصة احتفالية وحربية تقليدية لشعب الماوري، مشحونة بالتحدي والعاطفة.
قرر البرلمان يوم الأربعاء (الماضي، 31 يوليو 2024) تعليق عضوية النواب الثلاثة. تم تعليق راويري وايتيتي وديبي نغاريوا-باكر لمدة 21 يومًا بدون راتب أو حق تصويت، بينما تم تعليق هنا-راويتي مايبي-كلارك لمدة 7 أيام. تعتبر هذه أطول فترة تعليق لعضوية نواب بدون راتب أو حق تصويت في تاريخ نيوزيلندا، حيث كان الرقم القياسي السابق ثلاثة أيام في عام 1987.
لجنة البرلمان بررت قرارها ليس برقصة الهاكا نفسها، بل بالقول إن النواب "وجهوها" نحو خصومهم السياسيين بطريقة اعتبرت "تخويفًا". كما يُزعم أن النائبة نغاريوا-باكر قامت بتقليد إشارة سلاح ناري باتجاه النائب ديفيد سيمور، عضو حزب ACT ومبادر مشروع الإصلاح.
النواب المعلقون نددوا بما وصفوه بالمعاملة التمييزية. قال راويري وايتيتي، وهو يرفع حبلًا على شكل عقدة مشنقة: "لقد استبدلتم المشنقة بالتشريع". رئيس الوزراء ونستون بيترز، الذي ينحدر هو نفسه من أصول ماوري، أثار الجدل بوصفه الوشم المقدس على وجه وايتيتي بأنه "خربشات على الوجه"، مضيفًا: "إنهم متطرفون. ونيوزيلندا... سئمت منهم".
تجدر الإشارة إلى أن مشروع القانون الذي أثار هذا الاحتجاج قد تم رفضه في نهاية المطاف بأغلبية ساحقة من النواب في أبريل 2024، على الرغم من دعم الائتلاف الحكومي له.
إن استخدام رقصة الهاكا داخل قبة البرلمان لم يكن مجرد بادرة ثقافية، بل كان تعبيرًا سياسيًا قويًا وشكلاً من أشكال الاحتجاج. بالنسبة لشعب الماوري، الهاكا متجذرة بعمق في روحانيتهم وتاريخهم وروح المقاومة لديهم. استخدامها في الساحة السياسية هو تأكيد للهوية وتذكير بالنضال من أجل حقوق السكان الأصليين. تسلط هذه القضية الضوء على التوتر المتزايد بين الحكومة المحافظة ومجتمع الماوري في ظل النقاشات حول حقوق ومكانة السكان الأصليين في نيوزيلندا المعاصرة.