
في كلمات قليلة
في خطوة نادرة، حذر قضاة بلجيكا ومدعوها العام من وضع كارثي في نظام العدالة يعاني من نقص التمويل والموظفين. بدأ القضاة احتجاجات للمطالبة بتحسين الأوضاع.
في خطوة غير مسبوقة، كسر القضاة والمدعون العامون في بلجيكا صمتهم المعتاد وتوجهوا برسالة مفتوحة إلى الحكومة، محذرين من الوضع الحرج الذي يواجهه نظام العدالة في البلاد. رؤساء خمسة عشر مكتبًا للمدعي العام في بلجيكا أكدوا أن النظام 'منهك' ويحتاج إلى تدخل فوري.
المشاكل الرئيسية التي عددتها الرسالة تشمل نقصًا حادًا في عدد القضاة والموظفين الضروريين الآخرين مثل القانونيين وعلماء الجريمة والمساعدين الإداريين. بالإضافة إلى ذلك، فإن مباني المحاكم في حالة سيئة للغاية، وعملية الرقمنة بطيئة للغاية، وكثيرًا ما لا يتم تنفيذ الأحكام القضائية بسبب نقص الأماكن في السجون.
الوضع خطير لدرجة أنه تم تنظيم عملية رمزية سُميت 'المحكمة الميتة' في مدينة نيفيل في بداية العام، بعد اكتشاف عفن يحتمل أن يكون سامًا في أرشيفات الطابق السفلي. أصبح هذا الحادث رمزًا واضحًا للنقص المزمن في الاستثمار في مرافق المحاكم وعمل نظام العدالة برمته.
يشير القضاة إلى أن عبء العمل على المحاكم يتزايد باستمرار، خاصة مع الارتفاع الحاد في القضايا المتعلقة بتهريب المخدرات، بما في ذلك الشبكات الدولية، وكذلك الزيادة في حالات العنف الأسري والاتجار بالبشر. على الرغم من الاحتياجات المتزايدة، تنفق بلجيكا 0.22% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على تمويل العدالة - وهو أحد أدنى المعدلات في أوروبا.
في ظل هذه المشكلات، تخطط الحكومة البلجيكية لزيادة الإنفاق على الدفاع بشكل كبير - من 1.3% حاليًا إلى 2% ثم إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل. يراقب القضاة هذه الخطط بقلق، خوفًا من إعطاء الأولوية لمجالات أخرى بينما يستمر نظام العدالة في التدهور. تعبيرًا عن احتجاجهم، بدأوا في تأجيل الجلسات غير العاجلة ويهددون باتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لم يتم الاستماع إلى مطالبهم من قبل الحكومة.