
في كلمات قليلة
رفعت جمعية فرنسية دعوى قضائية إدارية ضد مستشفيات ووزارة الصحة، متهمة إياها بالفشل في حماية الأطفال من جراح أدين بجرائم جنسية. تزعم الدعوى أن المؤسسات علمت بإدانته السابقة لكنها سمحت له بمواصلة العمل مع القُصر، مما أدى إلى ظهور ضحايا جدد.
رفعت جمعية "وقت الطفولة" (Le Temps de l'enfance) دعوى قضائية إدارية ضد مستشفيين فرنسيين، الوكالة الإقليمية للصحة في بريتاني، ووزارة الصحة الفرنسية. تتعلق الدعوى بقضية الجراح جويل لو سكويرنيك، المدان بالاعتداء الجنسي على أطفال، وتتهم المؤسسات بـ "الإهمال الجسيم" الذي سمح له بارتكاب جرائمه.
تعد هذه الدعوى هي أول إجراء قانوني إداري في هذه القضية. تهدف إلى "الاعتراف بمسؤولية أولئك الذين، رغم إبلاغهم بحقائق خطيرة للغاية وإدانة لو سكويرنيك جنائياً بحيازة صور استغلال جنسي للأطفال، اختاروا تجاهل الأمر وسمحوا له بممارسة عمله مع الأطفال"، حسبما أوضحت كارين شيه، رئيسة الجمعية.
كان جويل لو سكويرنيك قد حكم عليه، في نهاية مايو، بالسجن 20 عاماً مع الأشغال الشاقة بتهمة ارتكاب عنف جنسي ضد 299 ضحية. وكان الجراح قد أدين لأول مرة عام 2005 بحيازة صور استغلال جنسي للأطفال، وهي إدانة كانت وزارة الصحة والوكالة الإقليمية للصحة على علم بها.
بعد هذه الإدانة، استمر لو سكويرنيك في ممارسة عمله في مستشفيي كيمبرليه (2005-2008) وجونزيك (2008-2017)، بما في ذلك العمل مع الأطفال.
تنص الدعوى على أن "موظفي خدمات وزارة الصحة قللوا من خطورة إدانة السيد لو سكويرنيك، وقرروا تجاهل العواقب الحتمية لميوله الجنسية ضد الأطفال على مرضاه". وتشير إلى أن هذا "أكثر خطورة لأنه نتج عنه شعور لديه 'بالإفلات من العقاب'". وتؤكد الدعوى أن "عدم تنفيذ الالتزامات الملقاة على عاتق موظفي خدمات وزارة الصحة يشكل إهمالاً جسيماً".
ترى كارين شيه، رئيسة الجمعية، أن تقاعس المسؤولين "ساهم بشكل واضح في حجم المأساة". وقالت: "كان يمكن إنقاذ العديد من الضحايا لو أن واجب حماية الأطفال قد تغلب على أي اعتبار آخر". وأضافت أنه "من الضروري معاقبة هذه الإخفاقات من أجل تحقيق العدالة للضحايا ومنع تكرار مثل هذا الصمت المؤسساتي".
وأكدت شيه: "دحر العنف ضد الأطفال يمر أيضاً بمحاسبة من سمحوا بذلك، سواء بسبب الإهمال أو الجبن".
بالإضافة إلى الدعوى الإدارية، يجري تحقيق جنائي "ضد مجهول" منذ عام 2020 من قبل النيابة العامة في لوريان بتهمة "عدم منع جريمة وجنحة" ضد سلامة الأشخاص. ومنذ ذلك الحين، قدمت عدة جمعيات لحماية الطفولة شكاوى جنائية أيضاً ضد تقاعس السلطات الصحية والمؤسسات الاستشفائية والجهات المختلفة في هيئة الأطباء التي تم إبلاغها بإدانة جويل لو سكويرنيك عام 2005، لكنها لم تفعل شيئاً لمنعه من العمل أو لتنظيم ممارسته التي تتضمن التعامل مع الأطفال.
حتى الآن، لم يتم توجيه اتهامات لأي مؤسسة في التحقيق الجنائي. ولم ترد وزارة الصحة على طلب التعليق.