
في كلمات قليلة
تتجه الأنظار نحو قمة الناتو في لاهاي التي ستناقش مستقبل الأمن الأوروبي. يرى خبراء أن أوروبا يجب أن تستعد للدفاع عن نفسها مع تحول تركيز الولايات المتحدة نحو آسيا.
تعتبر قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي ستعقد في لاهاي في 24 يونيو خطوة رئيسية في إعادة تشكيل هيكل الأمن الجماعي الأوروبي. تتمتع القمة بأبعاد سياسية وعسكرية مهمة، وتثير أيضاً تساؤلات حول مستقبل الدفاع الأوروبي.
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار الولايات المتحدة بشكل متزايد نحو آسيا، ترى بعض التحليلات أن أوروبا يجب أن تستعد بمفردها لسيناريو صراع عالي الشدة على أراضيها. يأتي هذا التقييم قبيل قمة الناتو، مع الإشارة إلى أن التراجع التدريجي في التركيز الأمريكي على أوروبا أمر لا مفر منه.
تحول الولايات المتحدة نحو آسيا هو عملية جارية منذ إدارة الرئيس أوباما. يعتبر المحيط الهادئ مركز الاقتصاد العالمي، وفي سياق التوترات المتزايدة في بحر الصين الجنوبي، فإن تركيز واشنطن ينصب بشكل دائم على بكين.
ستسمح قمة لاهاي على الأرجح برؤية أوضح لنطاق الانسحاب الأمريكي المتوقع أو تقليل الانخراط المباشر في قضايا الأمن الأوروبي. بغض النظر عن تصريحات الرئيس ترامب السابقة وانتقاداته الحادة بشأن تردد الأوروبيين في "تحمل العبء" من الإنفاق الدفاعي (وفي هذه النقطة قد يكون هناك بعض الصواب)، فإن الاتجاه العام نحو تحويل الأولويات الأمريكية يبدو ثابتاً.
في فرضية حدوث صراع عالي الشدة بشكل متزامن في آسيا وأوروبا، من الواضح أن واشنطن ستعطي الأولوية للمنطقة التي تعتبرها الأهم اقتصادياً واستراتيجياً على المدى الطويل.
لذلك، يتعين على الدول الأوروبية التفكير جدياً في تعزيز قدراتها الدفاعية والاستعداد لمواجهة التحديات الأمنية المحتملة في ظل تحول الاهتمام الأمريكي وتقليل الاعتماد على الدعم التقليدي المقدم من الولايات المتحدة في إطار الناتو.