
في كلمات قليلة
أثارت تصريحات دونالد ترامب حول رغبته في "استعادة" قناة بنما حالة من عدم اليقين وموجة من المشاعر الوطنية في بنما. السلطات البنمية تؤكد على سيادتها الكاملة على القناة بموجب المعاهدات الدولية.
عادت قناة بنما، الممر المائي الاستراتيجي الذي يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، لتتصدر الأنباء بعد تصريحات منسوبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعرب فيها عن رغبته في "استعادة" السيطرة عليها. هذه التصريحات أثارت موجة من عدم اليقين والمشاعر الوطنية القوية بين سكان بنما.
في بنما، يُنظر إلى تصريحات ترامب على أنها محاولة مباشرة للمساس بسيادة البلاد. تؤكد السلطات والمواطنون على المعاهدات الدولية التي تضمن بوضوح حق بنما في السيطرة الكاملة على القناة، والتي تسلمتها من الولايات المتحدة في عام 1999.
يسلط هذا الوضع الضوء على التاريخ المعقد للعلاقات بين الولايات المتحدة وبنما. فبالرغم من تخلي الولايات المتحدة رسمياً عن سيادتها على منطقة القناة قبل خمسة وعشرين عاماً، لا يزال النفوذ الأمريكي، الذي يُطلق عليه السكان المحليون اسم "غرينغوس"، محسوساً بقوة في بعض الأحيان. فقد كان مقر إقامة السفير الأمريكي في بنما، المعروف باسم "كاسا يوسا"، على مدى عقود مسرحاً لاتخاذ قرارات سياسية هامة، بل ومصيرية.
في محاولة لتهدئة المخاوف المتزايدة، ظهر السفير الأمريكي الجديد، كيفن مارينو كابريرا، أمام وسائل الإعلام المحلية محاولاً تبديد قلق البنميين بشأن احتمال استعادة الولايات المتحدة للسيطرة. إلا أن تصريحاته لم تنجح بعد في إزالة التوتر الذي أثارته لهجة واشنطن.
تسعى بنما، التي تشكل حلقة وصل حيوية، إلى تنويع اقتصادها، مع التركيز بشكل خاص على السياحة. لا يُنظر إلى هذا كاستراتيجية اقتصادية فحسب، بل أيضاً كنوع من الدفاع غير المباشر ضد أي محاولات خارجية، بما في ذلك تلك التي قد تأتي من إدارات أمريكية مستقبلية.